أنشطة المركز

مختصون وباحثون: صعود اليمين “الإسرائيلي” تهديد وفرصة للفلسطينيين

أجمعوا على ضرورة الوحدة الوطنية

غزة – مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث

 

رسم باحثون ومختصون في الشأن السياسي “الإسرائيلي” سيناريوهات تشكيل حكومة الاحتلال في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة، مؤكدين أن صعود اليمين “الإسرائيلي” المتطرف يشكّل تهديداً للفلسطينيين، وفرصة في ذات الوقت لإعادة رصّ الصفوف وتوحيد الجهد الوطني في مواجهة المشروع الصهيوني، لاسيما في ظل تلاشي أوهام اليسار “الإسرائيلي”.

جاء ذلك خلال حلقة نقاش بعنوان “نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وشكل الحكومة المرتقب.. الأثر والتداعيات”، نظمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث بمقره في مدينة غزة، أول أمس الإثنين 14 نوفمبر 2022، بمشاركة نخبة من الباحثين والمختصين في الشأن السياسي و”الإسرائيلي”.

 

واستهل حلقة النقاش الباحث السياسي محمد بخيت مرحباً بالمشاركين، ومستعرضاً نبذة سريعة عن مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث، معرباً عن أمله باستمرار التعاون مع المركز خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن حلقة النقاش تشكل باكورة لأنشطته.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي د. أمين دبور خطورة تأثير نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى صعود اليمين المتطرف التوراتي، وقال: “نحن أمام يمين بدأ يأخذ الاتجاه الديني المتطرف، وثمة سيناريوهات تخص تشكيل نتنياهو للحكومة المقبلة، منها حكومة يمينية دينية متطرفة ولذلك محاذير، وسيناريو حكومة يمينية مع أطراف أخرى بحيث تعطيه ما يريد وتخلصه من هيمنة اليمين المتطرف وما يمكن أن يتسبب به من إشكاليات على الصعيد الدولي، وسيناريو حكومة وحدة وطنية وهذا مستبعد في ظل الخلافات الكثيرة بينهم”.

 

بدوره، أوضح المحلل السياسي د. حسن عبدو أن المراهنة على نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” والأمريكية إنما هي نتيجةٌ لتراجع المشروع الوطني، ويجب ألا نراهن على الانتخابات “الإسرائيلية” أو الأمريكية سواء كانت الحكومة يسارية أو يمينية، “فاليسار هو الذي قاد حروب إسرائيل وعمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، فهو يسار استعماري احلالي”.

وتابع أن نتنياهو لم يكن القضية المركزية في هذه الانتخابات، وأن الانقسام كان حول الوجود الفلسطينيين في الداخل المحتل.

وأشار إلى حتمية المواجهة مع كل المكونات الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية ستكون مستهدفةً في وجودها وبقاءها، وأن من بادر إلى إنشائها عام 1994 لم يعد يراها ضرورة كما السابق، مرجحاً تشكيل حكومة يمينية مستقرة لمدة أربع سنوات لاسيما في ظل نجاح نتنياهو في الحفاظ على وحدة اليمين “الإسرائيلي”.

 

بدوره، نوّه الكاتب مصطفى إبراهيم أن المشروع الاستيطاني لم يكتمل بعد، وأن نتنياهو يدعو دوماً لاستكمال المشروع الصهيوني في الضفة الغربية، وتابع أن “بن غفير” وضع خطة للحسم في الضفة الغربية، وهو يحاول السيطرة على وزارات تسهل عليه هذه المهمة، مستبعداً انخراط غانتس في حكومة مع نتنياهو، وقال: “الأزمة أعمق بالنظر لطبيعة المشروع الصهيوني، فحتى اليسار ليس له وجود بالساحة الإسرائيلية، ونتنياهو هو صاحب خطة الضم وسيحاول الاستفادة مما جرى في لبنان وعدم إحراج الرئيس الأمريكي”.

 

وفي السياق، قال الكاتب عبد الله العقاد: “إن الشعب الفلسطيني أمام تحدٍ كبير في ظل سيطرة اليمين اليهودي على المشهد في كيان الاحتلال، وهذه فرصة للاصطفاف من حيث الجغرافيا والتوجهات، وأن نواجه هذا الخطر وهذا الاحتلال ونرجع لأصل الصراع، فنحن شعب يواجه احتلال، وهذا يجعلنا أكثر تحديداً للهدف في ظل انقشاع الأوهام”، مبيناً أن اليمين “دائما صوته مرتفع وفعاليته محدودة”.

 

بدوره، اعتبر الباحث في مركز دراسات الأمن القومي د. منصور أبو كريم أن نتائج الانتخابات “الإسرائيلية” انعكاس لحدة الصراع الداخلي “الإسرائيلي” حول هوية الدولة، ومضى يقول: “تعددت جولات الانتخابات نتيجة الصراع على هوية الدولة، ويبدو أن التيار الديني المتطرف استطاع حسم الصراع ولو مؤقتاً لصالحه معتمداً على الصراع مع الفلسطينيين”.

وتابع “إن معسكر اليمين لم يتخل عن نتنياهو رغم كل الملاحقات القضائية وغيرها على الصعيد الداخلي، عازياً ذلك لكونه يشكل رمزاً للمشروع التوراتي وليس على أجندته حلول سياسية، وإنما فرض وقائع على الأرض”.

ورجح انخفاض حدة المواجهة في القدس والضفة الغربية خلال الفترة المقبلة، وتوجه نتنياهو للسلام الاقتصادي وتقديم تسهيلات لكل من السلطة الفلسطينية وقطاع غزة؛ لتعزيز حالة الانقسام الفلسطيني، مستبعداً المزيد من اتفاقيات التطبيع خلال الفترة المقبلة.

 

في المقابل، رأى رئيس معهد فلسطين للأبحاث والدراسات الاستراتيجية رامي الشقرة، أن نسبة المشاركة في الانتخابات “الإسرائيلية” تعبّر عن الهوية المتشكّلة داخل “إسرائيل”، مبيناً أن اليسار “الإسرائيلي” تلاشى، وأن الحراك الراهن في معسكر اليمين، وتابع أن جزءاً من الأصوات التي حصل عليها “بن غفير” هي أصوات الليكود، والمعضلة الأساسية أمامنا كفلسطينيين هي في الضفة الغربية التي تواجه خطر مشروع الضم، وهناك دعوات لإنهاء الإدارة المدنية، لاسيما أن السلطة الفلسطينية تآكلت، وإذا لم نعد الاعتبار لأنفسنا فنحن أمام خطر، وهذه فرصة لإعادة ترتيب أوراقنا.

 

بدوره، قال د. ماجد هديب إن “إسرائيل” نجحت في جعل الفلسطينيين كالقشة في الغبار “الإسرائيلي”، وإن الاحتلال سيعمل على تأجيج الانقسام الفلسطيني الداخلي، مضيفاً أن نتنياهو سينتقل من الزعامة “الإسرائيلية” إلى الزعامة الإقليمية وفرض صفقة القرن، مرجحاً سعيه لمسار السلام الاقتصادي لتهدئة الساحة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وقال: “يجب أن يكون الفلسطينيين مؤثرين وليس مجرد متأثرين”.

 

وفي السياق ذاته، استعرض المختص بالشأن “الإسرائيلي” د. كمال حمدان السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة المقبلة في “إسرائيل”، مشيراً إلى تأثير الحكومة “الإسرائيلية” المنتظرة على القضية الفلسطينية، وقال: “سيعمل نتنياهو على تجميد العملية السياسية، وتعزيز التوطين والتطبيع”، مبيناً أن اليسار “الإسرائيلي” انتهى بغير رجعة، مضيفاً أن وضوح أطماع اليمين “الإسرائيلي” تجاه القضية الفلسطينية مصلحة للفلسطينيين، وخير من بيع اليسار الوهم لهم.

 

ومن جانبه أكد الباحث نضال خضرة على ضرورة وجود مشروع وطني جامع لمواجهة تصاعد اليمين المتطرف داخل دولة الاحتلال.

 

وأفضت حلقة النقاش إلى مجموعة من النتائج، حذرت فيها من خطر صعود اليمين “الإسرائيلي” المتطرف، بقيادة “بن غفير” و”سموتريتش”، وانهيار ما يسمى باليسار، في ظل تراجع حزب العمل وفشل حزب ميرتس في تجاوز نسبة الحسم، حيث أجمع المشاركون على أن الحكومة “الإسرائيلية” القادمة ستكون الأكثر يمينيةً وتطرفاً، وسيظهر معها الوجه الحقيقي للاحتلال، وسيكون الكل الفلسطيني خلالها مستهدفاً حتى السلطة الفلسطينية، وتوقع الباحثون أن تشكل ساحة الضفة الغربية محور الصراع في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، التي تدعم الاستيطان والتهويد، وينادي عناصرها بضم الضفة الغربية.

وبالرغم مما تشكله نتائج الانتخابات وشكل الحكومة “الإسرائيلية” المرتقب من خطر ومهدد حقيقي على القضية الفلسطينية، إلا أن الباحثين أجمعوا على أن هذا الواقع يشكل فرصة أمام القيادة الفلسطينية لترتيب البيت الداخلي من خلال وحدة وطنية حقيقية تكون قادرة على مواجهة المشروع “الإسرائيلي” الأكثر تطرفاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى