الرأي العام

توجهات الجمهور الفلسطيني تجاه المصالحة والانتخابات

المحور الرابع من دراسة توجهات الجمهور الفلسطيني في القضايا الوطنية والسياسية خلال عامي 2022 – 2023

خاص– اتجاهات

قمنا في مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث بإعداد دراسة حول توجهات الجمهور الفلسطيني في القضايا الوطنية والسياسية خلال عامي 2022 – 2023، وسيتم نشرها على 6 أجزاء، على النحو الآتي:

وفيما يأتي الجزء الخامس من الدراسة:

 

المحور الرابع: توجهات الجمهور الفلسطيني تجاه المصالحة والانتخابات

شهد ملف المصالحة والانتخابات جموداً خلال العامين الماضين بشكل عام، حيث لم يطرأ أية تطورات إيجابية فيهما، على الرغم من تكرار المساعي المتفاوتة لإحداث اختراق فيهما، على الرغم من ذلك استمرت المطالبات الشعبية والفصائلية والرسمية بضرورة إنجاز المصالحة وعقد انتخابات عامة تفضي لمعالجة مشاكل الانقسام وتعزز الجهود الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وإجراءاته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني.

يسعى هذا المحور من الدراسة لاستقراء توجهات الجمهور الفلسطيني، في القدس والضفة الغريبة وقطاع غزة بشأن المصالحة والانتخابات، وذلك بالاستناد إلى نتائج آخر ستة استطلاعات رأي عام دورية أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، حيث رصدت هذه الاستطلاعات مواقف الجمهور الفلسطيني في عدد من القضايا المتعلقة بالمصالحة والانتخابات من خلال عدد من الأسئلة الثابتة في الاستطلاعات الستة جميعها.

 

1.  توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن الرغبة في إجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية:

رصدت الاستطلاعات جميعها توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن الرغبة في إجراء انتخابات عامة تشريعية ورئاسية، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي:

ويتضح من الشكل السابق أن غالبية عظمى متفاوتة في جميع الاستطلاعات أرادت إجراء انتخابات فلسطينية عامة تشريعية ورئاسية قريباً في الأراضي الفلسطينية، وهي في المتوسط بنسبة (70%)، الأمر الذي يعكس التوجهات الآتية:

  • رغبة جماهيرية وحالة شبه إجماع عامة على ضرورة إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية للخروج من حالة الضعف الوطني السائدة في ظل الانقسام وتعطيل دور المؤسسات المنتخبة.
  • اعتقاد كبير لدى الجمهور الفلسطيني بأن الانتخابات من شأنها معالجة الأزمات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني سواء كانت سياسية أو اقتصادية، وأنه سيكون في ظل مؤسسات منتخبة جديدة (رئاسة وتشريعي) أقدر على مواجهة الاحتلال وانتهاكاته المتكررة للحقوق الفلسطينية.
  • حالة عدم رضا عن أداء النظام السياسي الفلسطيني الحالي بشكل عام، وحالة سخط تجاه الضعف الرسمي في مواجهة “إسرائيل” وإجراءاتها بشأن فرض الوقائع على الأرض، وهو ما يتقاطع مع توجهات الجمهور التي ظهرت من خلال المحور الثاني (توجهات الجمهور بشأن العلاقة مع الاحتلال) والمحور الثالث (توجهات الجمهور بشأن تقييم أداء السلطة الفلسطينية) من هذه الدراسة.

2.  تقييم الجمهور الفلسطيني لفرص إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية:

رصدت الاستطلاعات جميعها توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن تقييم فرص إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي:

ويتضح من الشكل السابق أن غابية متصاعدة تقريباً غير متفائلة بانعقاد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وقد بلغت في المتوسط (60%)، الأمر الذي يعكس إدراك الجمهور للتحديات التي تقف أمام إجراء الانتخابات، فعلى الرغم من أن الجمهور لديه رغبة عالية جداً في إجرائها، إلا أنه غير متفائل بهذا الشأن، وهو مؤشر لتحميل مكونات النظام السياسي (السلطة الفلسطينية بالدرجة الأولى، والفصائل بالدرجة الثانية) المسؤولية عن عدم تحقيق الرغبة الجماهيرية الكبيرة بشأن تجديد الشرعيات وتمكين الشعب من اختيار ممثليه وحكامه.

3.  توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن الجهة الأجدر بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني:

رصدت الاستطلاعات جميعها توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن الجهة الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني من بين حركة فتح وحركة حماس، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي:

ويتضح من الشكل السابق النتائج الآتية:

  • النسبة الأكبر في جميع الاستطلاعات وبمتوسط (40%) يرون أن حركتا فتح وحماس غير جديرتين بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يعكس تدني مستويات الثقة بالفصائل القوى السياسية في ظل الأزمات السياسية والمعيشية التي يعاني منها الجمهور.
  • حصلت حركة حماس على مستويات ثقة أعلى من حركة فتح في جميع الاستطلاعات، حيث حصلت على متوسط مستوى ثقة بلغ (29%) مقابل متوسط (25%) لصالح حركة فتح، الأمر الذي يعكس ثقة الجمهور بمشروع المقاومة الذي تمثله حركة حماس بمستويات أعلى من ثقته بمشروع التسوية الذي تمثله حركة فتح، وهي توجهات تتقاطع مع مستويات التأييد للخيارات الأنسب لتحرير فلسطين كما ورد في قضية توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال وقيام دولة مستقلة من المحور الأول من هذه الدراسة.

4.  توجهات الجمهور الفلسطيني بشأن مستقبل المصالحة:

رصدت الاستطلاعات جميعها مستويات تفاؤل الجمهور الفلسطيني بنجاح المصالحة، وقد جاءت النتائج على النحو الآتي:

ويتضح من الشكل السابق أن غالبية عظمى متفاوتة في جميع الاستطلاعات غير متفائلة بنجاح المصالحة، وقد بلغت هذه الغالبية في المتوسط نسبة (72%)، الأمر الذي يعكس عدم ثقة الجمهور الفلسطيني بجولات الحوار المتعددة بين الفصائل الفلسطينية بهذا الشأن، ويعود ذلك لتكرار تجارب فشل حوارات المصالحة، على الرغم من أن نجاحها يشكل مطلباً وطنياً جامعاً.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى