أنشطة المركز

وحدة الساحات.. تآكل الردع الإسرائيلي فرصة والانقسام الفلسطيني التحدي الأبرز

خلال حلقة نقاش نظمها المركز

غزة – مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث

 

رأى كتاب ومحللون سياسيون أن معادلة “وحدة الساحات” أربكت حسابات الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية والعسكرية، وشكلت جبهة ردع تمنعه من الاستمرار في جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.

وخلال حلقة نقاش نظمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث، بمقره في مدينة غزة، الأحد الموافق 30 نيسان/ إبريل 2023 تحت عنوان: “وحدة الساحات.. الفرص والتحديات“، رأى المشاركون أن “وحدة الساحات” هي بمثابة الخطر الذي يُهدد وجود الاحتلال ويسرع في زواله.

 

أهمية “وحدة الساحات”

استعرض الباحث في مركز اتجاهات أ. محمد بخيت سلسلة الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والتي بدأت تظهر معها معادلة “وحدة الساحات”، والتي جاءت أساساً لمواجهة السلوك الإسرائيلي القائم على مبدأ “عزل الساحات”، من خلال إشغال الساحات الفلسطينية بأعبائها الخاصة ومشاكلها الداخلية؛ لتجنيبها الهم الوطني الفلسطيني الجامع كالقدس والأسرى واللاجئين.

أوضح بخيت أن مساعي الاحتلال لعزل الساحات وصلت إلى طريق مسدود، حيث استطاع شعبنا الفلسطيني ومقاومته توحيد الساحات الفلسطينية، وتحديداً في معركة “سيف القدس”، من خلال التحام الكل الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل المحتل في خندق واحد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

وذكر بخيت أن الاحتلال بات يخشى وحدة الساحات واستمرارها، داعياً لوحدة فلسطينية شاملة، وتعزيز المقاومة للخلاص من الاحتلال.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسن عبدو، أن فكرة وحدة الساحات وُلدت وتطورت في معركة “سيف القدس”، عندما دخلت المقاومة في قطاع غزة على خط المواجهة مع الاحتلال ومنعت استفراده بالمقدسيين، إلى جانب انتفاض أهالي الداخل المحتل وردهم على الجرائم الإسرائيلية.

وأوضح عبدو أن وحدة الساحات هي استراتيجية من استراتيجيات المقاومة بُنيت للدفاع عن الشعب الفلسطيني، تقوم على أساس وحدة الأرض والشعب والمعركة والمصير، وهي نقيضة لاستراتيجية الاحتلال القائمة على العزل والاستفراد بشعبنا الفلسطيني.

وأشار إلى مساعي الاحتلال لعزل شعبنا عن محيطه العربي والفلسطيني الداخلي، ومحاولة الاستفراد به وتنفيذ مخططات الاحتلال العنصرية.

 

“وحدة الساحات”.. استراتيجية أم شعار 

أوضح الكاتب والمحلل السياسي د. مصطفى إبراهيم أن وحدة الساحات ظهرت في عامي 2021 و2022، رداً على اعتداءات الاحتلال وقتها، غير أنها لا زالت بعيدة عن أن تشكل خطة استراتيجية يتجلى خلالها المعنى الحقيقي لوحدة الساحات، مشيراً إلى ضرورة أن تشمل وحدة الساحات جميع دول الطوق العربي، وأن تجمع عليها جميع المكونات السياسية الفلسطينية.

أكد إبراهيم أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول القضاء على وحدة الساحات عبر عزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي والدولي، والقضاء على العمل المقاوم عبر الاستفراد بفصيل دون آخر.

بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي د. ذو الفقار سويرجو أن معادلة وحدة الساحات جاءت كهدف محوري لمنع تصفية القضية الفلسطينية في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها.

وأشار سويرجو إلى مساعي الاحتلال لمنع وكبح أي فرصة لتكرار سيناريو وقوع هبة فلسطينية في الداخل المحتل على غرار “هبة الكرامة”، عبر اعتقال فلسطيني الداخل ومحاكمتهم، وتشكيل مليشيات لكبح جماح الفلسطينيين، والالتفاف على سياسة المقاومين بالضفة الغربية ومنع تمددها واتساعها.

في ذات السياق رأى د. ناصر الغلبان أن وحدة الساحات هي مصطلح محلي فلسطيني، ويرى من الأهمية بمكان الحديث عن وحدة الجبهات.

من جانبه اعتبر الكاتب والباحث السياسي د. منصور أبو كريم أن وحدة الساحات تجسدت كفعل شعبي غير منظم شاهدناه في العديد من مراحل النضال الفلسطيني أهمها انتفاضة الأقصى، أما على مستوى الفعل السياسي الفلسطيني فهي بمثابة شعار.

وشدد أبو كريم على ضرورة وضع استراتيجية لمواجهة الاحتلال على مختلف الجبهات، وإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني الذي لا يخدم إلا الاحتلال؛ لتكون هناك وحدة ساحات حقيقية تُهدد وجود الاحتلال الإسرائيلي وتسرع في زواله.

 

استراتيجية نضالية، وجبهة ردع

شدد الكاتب والباحث السياسي د. عماد أبو رحمة على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وبناء استراتيجية نضالية شاملة موحدة من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية.

وأوضح أبو رحمة أن الانقسام السياسي يُشكّل عائقاً أمام وحدة الساحات والجبهات في الصراع مع كيان الاحتلال الذي يخشى فقدان الأمن بعد توحّد ساحات المواجهة، مشيراً إلى حالة من القلق يعيشها المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية.

من جهته أكد المختص بالشأن العسكري د. هشام الكريري، أن الاحتلال يخشى تعدد جبهات المقاومة وتحرير أجزاء من الأراضي المحتلة، ودخول “الأردن وسوريا ولبنان ومصر” على خط المواجهة، مشيراً إلى أن الاحتلال يبدي تخوفه من فتح أكثر من جبهة مواجهة، بمشاركة عربية وإسلامية.

وشدد الكريري على ضرورة ترسيخ معادلة وحدة الساحات وصياغة معادلة وحدة الجبهات ميدانياً، إذ يخشى الاحتلال هذا السيناريو.

بدوره أكد منسق التجمع العالمي لدعم المقاومة د. محمد ماضي، أن وحدة الساحات والجبهات تشكل جبهة ردع للاحتلال الإسرائيلي وتمنعه من الاستمرار في جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.

وذكر ماضي أن “محور المقاومة” يدعم وحدة الساحات والجبهات في الصراع مع الاحتلال والخلاص منه، داعياً لتشكيل حاضنة للمقاومة في الضفة الغربية تسمح بتمددها ووصولها لكل المدن الفلسطينية.

 

وفي الختام أجمع الباحثون على أن تآكل الردع الإسرائيلي هو بمثابة فرصة كبيرة لتشكل وحدة ساحات حقيقية.

كما أجمعوا على أن الانقسام السياسي الفلسطيني هو التحدي الأبرز أمام تشكل معادلة “وحدة الساحات”، مؤكدين على ضرورة وجود استراتيجية وطنية يشارك فيها الكل الوطني الفلسطيني، ويتوحد على أساسها الكل الفلسطيني في كل الساحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى