تحليلات

استشهاد الأسير خضر عدنان.. الأبعاد والتداعيات

خاص– اتجاهات

 

أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية صباح اليوم 2 أيار/ مايو 2023، استشهاد الأسير المضرب عن الطعام الشيخ “خضر عدنان”، الذي تم اعتقاله للمرة العاشرة في الخامس من شباط/ فبراير الماضي، ليعلن الشهيد في أعقابها إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر 86 يوماً، قبل أن يُعلن عن استشهاده صباح هذا اليوم.

يذكر أن الشهيد “خضر عدنان” خاض عدة إضرابات عن الطعام خلال فترات اعتقاله السابقة، اعتراضاً على اعتقاله الإداري المتكرر، نجح على إثرها في انتزاع حريته من سجون الاحتلال، حتى بات يوصف بأنه مفجر معركة الأمعاء الخاوية، بعد إضرابه الأول عام 2012، والذي استمر مدة 66 يوماً، وقد تكرر إضرابه في فترات لاحقة اعتراضاً على اعتقاله، جاءت على النحو الآتي:

  • عام 2015 خاض إضراباً لمدة 52 يوماً.
  • عام 2018 خاض إضراباً لمدة 59 يوماً.
  • عام 2021 خاض إضراباً لمدة 25 يوماً.

يمثل إضراب الأسرى عن الطعام داخل سجون الاحتلال، أحد أشكال مقاومة الأسرى الفلسطينيين لظلم وطغيان الاحتلال، وتعبيراً عن رفضهم لسياسات الاحتلال التعسفية بحقهم داخل السجون والمعتقلات.

استشهاد الأسير “خضر عدنان” داخل سجون الاحتلال، هو عملية اغتيال صريحة نتيجة الإهمال الطبي والسجن التعسفي، حيث بالرغم من تراجع وضعه الصحي تم وضعه في زنزانة للعزل للانفرادي، في عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، ليرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال إلى 237 شهيداً.

عدم تعاطي الاحتلال ورضوخه لإضراب الأسير “خضر عدنان”، خلافاً للمرات السابقة، يمكن قراءته في اتجاهين:

الأول: يأتي تساوقاً مع سياسات وزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير” الذي أمر بتشديد الإجراءات بحق الأسرى الفلسطينيين، علماً أن مصلحة السجون تقع ضمن مسؤولياته الوزارية، ناهيك عن مطالبته بإقرار قانون إعدام الأسرى.

الثاني: محاولة من الاحتلال الإسرائيلي وحكومته الفاشية برفع كلفة الإضراب عن الطعام أمام الأسرى ودفع حياتهم ثمناً لذلك؛ في محاولة لثنيهم عن اتخاذ هذا المسار كخيار للمطالبة بحقوقهم والتعبير عن اعتراضهم على ما يتعرضون له من ظلم.

 

عملية اغتيال الشيخ “خضر عدنان” في سجون الاحتلال سيكون لها انعكاساتها وتداعياتها على المشهد الأمني في العلاقة مع الاحتلال سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو داخل السجون، حيث أعلن جيش الاحتلال رفع مستوى الجهوزية بين صفوف قواته وألغى مناورات كانت مقررة في مستوطنات غلاف غزة صباح هذا اليوم.

هناك خشية إسرائيلية كبيرة من احتمالات رد المقاومة في غزة والضفة الغربية على استشهاد الأسير “خضر عدنان”، خاصة في ظل حدوث بعض الردود التي يمكن تصنيفها بأنها فردية أو ردود أولية، حيث تم إطلاق عدة قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية تعرض سيارات المستوطنين لإطلاق نار قرب طولكرم، فضلاً عن قيام أحد الأسرى بسكب زيت مغلي على أحد السجانين مع تصاعد حالة التوتر داخل سجون الاحتلال في أعقاب نبأ استشهاد الأسير “خضر عدنان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى