تحليلات

الحركة الأسيرة تنتصر على “بن غفير”

خاص– اتجاهات

 

أعلنت الحركة الأسيرة في بيان لها، اليوم الخميس،  أن الأسرى علقوا إضرابهم عن الطعام وخطوات تصعيدية أخرى، وذلك بعد توصل لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة إلى اتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية يقضي بوقف الإجراءات الانتقامية التي أصدرها وزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير” وتمثلت بالتنقلات التعسفية، وإغلاق المخبز في سجني جلبوع وريمون، وتقليص ساعات استخدام الحمامات، وغيرها.

يأتي هذا الاتفاق بعد أيام قليلة من القرار الذي اتخذته الحركة الأسيرة بالإجماع يقضي بالشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، تزامناً مع بداية شهر رمضان المبارك.

يشكل هذا الاتفاق انتصاراً للحركة الأسيرة التي فرضت على الحكومة الإسرائيلية التراجع عن العقوبات التي فرضها وزير الأمن القومي المتطرف “بن غفير”.

 

يشير هذا التراجع الإسرائيلي إلى دلالة رئيسة، وهي حاجة “إسرائيل” إلى الهدوء وعدم تصعيد الأوضاع على الساحة الفلسطينية وتدحرجها إلى تصعيد كبير.

فما الذي دفع الاحتلال إلى التراجع أمام الحركة الأسيرة؟

 

هناك عدد من العوامل التي دفعت الاحتلال إلى هذا الموقف، يمكن إجمالها في الآتي:

  • وحدة موقف الأسرى ضد الإجراءات الانتقامية بحقهم، شكلّت حالة من الضغط نتيجة شمول الإضراب لكل السجون، وهذا جعل إضراب الأسرى محل إجماع وطني فلسطيني، نتج عنه تبني لقضيتهم واعتبارها صاعق تفجير.
  • اعتبار المقاومة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، أن ملف الأسرى بمثابة صاعق تفجير قد يُدخل المنطقة في أتون تصعيد كبير، إلى جانب ملف القدس والمسجد الأقصى.
  • تزامن البدء في هذا الإضراب مع دخول شهر رمضان المبارك، حيث ازدياد حالة الترقب والحذر من الانزلاق نحو تصعيد غير منضبط في فلسطين.
  • ضغوط مورست على الحكومة الإسرائيلية، خاصة من الجانب الأمريكي الذي يريد خفض التصعيد في فلسطين، إلى جانب جهود مصرية وأردنية.
  • سخونة الأوضاع في الجبهة الشمالية في ظل تهديدات حزب الله بالرد على أي محاولة إسرائيلية لاستهداف الأراضي اللبنانية في إطار الرد الإسرائيلي المحتمل على عملية مجدو.
  • حالة عدم الاستقرار في المشهد الإسرائيلي في ظل تصاعد الاحتجاجات الجماهيرية والعصيان داخل منظومة الاحتياط في الجيش الإسرائيلي احتجاجاً على التعديلات القضائية التي تسعى حكومة نتنياهو لإقرارها.

 

إن حاجة الاحتلال إلى الهدوء وعدم التصعيد في الظرف الحالي كانت الدافع الرئيس لتراجعه أمام الحركة الأسيرة، الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية نزع فتيل التوتر والتصعيد في ملف القدس والمسجد الأقصى الذي يعتبر أحد أهم عناوين وأسباب التصعيد على الساحة الفلسطينية، غير أن ذلك مرهون بمدى الضغط الذي يمكن أن يمارسه نتنياهو على “بن غفير” ومجموع المستوطنين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى