تحليلات

قراءة في تهديدات نتنياهو لقادة المقاومة

خاص– اتجاهات

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أدلى بها خلال افتتاح جلسة مجلس الوزراء، قال فيها:

  • العاروري يعرف جيداً سبب اختباءه هو وأصدقاؤه.
  • حماس وأذرع إيران في المنطقة تدرك جيداً أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب، في الضفة، في غزة وفي أي مكان آخر.
  • كل من يحاول إيذاءنا، ومن يمول ويخطط ويوجه الإرهاب ضد إسرائيل، سيدفع الثمن كاملاً.
  • إننا نواجه موجة من الإرهاب من الداخل والخارج، هذه ليست أياماً سهلة، أياماً مليئة بالتحديات، يجب أن نوحد قوانا ضد الإرهاب، وضد التهديدات الداخلية والخارجية التي تنظمها إلى حد كبير إيران من خلال أذرعها.

تحمل تصريحات نتنياهو عدة رسائل، يمكن قراءتها على النحو الآتي:

  1. رسائل تهديد لقوى المقاgمة وقادتها، حيث حملت تصريحات نتنياهو تهديداً صريحاً للشيخ صالح العاrوري قائد حركة حمـ.Lس في الضفة الغربية، وذلك بالتوازي مع حملة إعلامية شرسة تشنها وسائل إعلام إسرائيلية وكبار قادة الاتtلال ضد العاروري خلال الفترة الأخير حيث يتهمه الاحتلال بالوقوف خلف تصاعد موجات المقاومة في الضفة الغربية وتوسع انتشارها من شمال الضفة حتى جنوبها، وذلك في اطار رد الاحتلال على تصريحات العاروري الأخيرة التي قال فيها “إن المقاومة تتجهز للحرب الشاملة”.
  2. رسائل استجداء للجمهور الإسرائيلي بالوقوف خلف قيادته، في محاولة للالتفاف على حالة الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها دولة الاحتلال على خلفية أزمة التعديلات القضائية.
  3. رسالة للمجتمع الدولي أن صبر دولة الاحتلال آخذ في النفاذ وأنها لن تصمت أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، في محاولة لتجريم سلوك المقاومة، كجزء من عملية تبرير لأي سلوك عدواني قد يقدم عليه الاحتلال سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو لبنان.

تأتي تصريحات نتنياهو في ضوء تصاعد المقاومة وتوسع انتشارها من شمال الضفة الغربية حتى جنوبها، لتعكس بذلك عدداً من الدلالات، يمكن قراءتها على النحو الآتي:

  1. تحمل إقراراً إسرائيلياً بفشل إجراءات الاحتلال وعملياته المتكررة في تحقيق عامل الردع وإيقاف تصاعد جذوة المقاومة في الضفة الغربية.
  2. تعكس عمق الأزمة التي يعاني منها نتتياهو وحكومته في ظل فشلهم في توفير الأمن الذي وعدوا به ناخببهم، ناهيك عن تصاعد أزماتهم الداخلية.


بالرغم من أن تصريحات نتنياهو تحمل تهديداً صريحاً بالاغتيال لنائب قائد حركة حماس الشيخ صالح العاروري، إلا أن تعقيدات المشهد الأمني لدولة الاحتلال قد تكبح نتنياهو عن الذهاب لهكذا عملية، من الممكن أن تؤدي لاشتعال المنطقة والدخول في مواجهة واسعة قد تكون حرب متعددة الجبهات (الضفة، غزة، لبنان)، لا يرغب بها نتنياهو وحكومته في هذه الظروف، وذلك لعدة اعتبارات، يمكن اجمالها في الآتي:

  1. تصاعد الازمة الداخلية في دولة الاحتلال في ضوء أزمة التعديلات القضائية وانعكاساتها على جهوزية الجيش.
  2. تجنب التأثيرات السلبية على مباحثات التطبيع مع السعودية.
  3. وجود رغبة لدى الإدارة الأمريكية بتهدئة الأوضاع في المنطقة.
  4. جهوزية قوى المقاومة في لبنان وغزة وتجهزهم لهكذا سيناريو.


ومع ذلك يبقى المجال مفتوحاً أمام إمكانية ذهاب الاحتلال نحو تنفيذ عمليات أمنية تستهدف قيادات ميدانية في المناطق الثلاث (الضفة، غزة، لبنان) تقف وراء توجيه وتمويل المقاومة في الضفة الغربية، بشكل لا يقود للذهاب نحو مواجهة شاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى