تحليلات

قراءة في لقاء وزيرة الخارجية الليبية مع وزير خارجية الاحتلال

تحليل

خاص– اتجاهات

 

كشف الإعلام الإسرائيلي أمس الأحد عن لقاء جمع وزير خارجية الاحتلال “إيلي كوهين” مع وزيرة الخارجية الليبية “نجلاء المنقوش” في العاصمة الإيطالية روما قبل نحو أسبوع.

من جهتها نفت الحكومة الليبية علمها بعقد اللقاء، وأقالت وزيرة الخارجية من منصبها وقامت بإحالتها إلى التحقيق، في حين أن وزيرة الخارجية المقالة أصدرت بياناً أكدت فيه أن اللقاء كان بعلم رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة.

في سياق متصل فقد أثار اللقاء موجة من ردود الفعل الغاضبة داخل ليبيا نرصد فيما يأتي أبرزها:

  • نظم مئات الليبيين مسيرات غاضبة رفضاً للقاء واقتحموا مبنى وزارة الخارجية ورددوا شعارات ترفض التطبيع وتساند القضية الفلسطينية.
  • أصدرت دائرة الإفتاء الليبية بياناً اعتبرت فيه أن اللقاء اعتداء صارخ على الثوابت الليبية.
  • المجلس الأعلى للدولة اعتبر اللقاء إهانة لكل مواطن ليبي وقال أن الشعب الليبي يرفض الاحتلال.
  • أصدر نواب ليبيون بياناً ضد اللقاء جاء فيه: “القدس قضيتنا والتطبيع جريمة يعاقب عليها القانون“.
  • حزب العدالة والبناء الليبي اعتبر اللقاء خطوة خطيرة مسيئة لمشاعر الليبيين معتبراً التطبيع مع دولة الاحتلال خطاً أحمر يجب عدم المساس به.
  • أما وزارة الخارجية الليبية، وبعد إقالة الوزيرة، فقد أصدرت بياناً قالت فيه: “نرفض التطبيع رفضاً مطلقاً ونحن مع فلسطين”.

 

في قراءتنا لهذا المشهد يمكن القول أن:

  1. بالنظر إلى آلية عقد اللقاء في روما وبرعاية وزارة الخارجية الإيطالية، ناهيك عن مدة اللقاء الذي استمر ساعتين وفقاً لبيان وزارة الخارجية الإسرائيلية، واستناداً لما جاء في بيان وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش، يتضح أن اللقاء كان مخططاً له مسبقاً، وأن رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة كان على علم بعقد هذا اللقاء.
  2. هذا اللقاء يأتي في سياق محاولات إقليمية ودولية لعقد اتفاق تطبيع بين السعودية و”إسرائيل”، وفي ظل زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى المغرب في أكتوبر المقبل، وهي أول زيارة لرئيس وزراء في دولة الاحتلال إلى المغرب.
  3. بالنسبة لدوافع عقد اللقاء، يمكن القول أن الدافع الإسرائيلي من وراء عقده يتمثل في ضم ليبيا إلى حظيرة التطبيع، أما الدافع الليبي فيتمثل في رغبة الحكومة الليبية في تقوية شرعيتها وتعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية من بوابة “إسرائيل”.
  4. في تحليل النتائج المرتقبة من عقد اللقاء، يتضح أن هذا اللقاء يكسر حالة العداء بين دولة الاحتلال وبين ليبيا، الدولة العربية المحافظة على الموقف العربي المعادي لـ “إسرائيل”، ما قد يؤسس لعلاقات سياسية ما بين ليبيا ودولة الاحتلال في السنوات المقبلة.
  5. تسريب وزير الخارجية الإسرائيلي لخبر لقائه مع وزيرة الخارجية الليبية هو بمثابة اختبار سياسي و”جس نبض” لمدى جهوزية ليبيا، على المستوى الرسمي والشعبي، للتطبيع مع دولة الاحتلال.

 

من جهة أخرى، فإن تسريب خبر اللقاء دفع قادة المعارضة الإسرائيلية، وتحديداً “لابيد” و”غانتس”، إلى انتقاد عملية التسريب من قبل كوهين، واعتبروه عملاً غير مسؤول ويضر بعلاقات ومصالح “إسرائيل” الخارجية مع “مثل تلك الدول” (التي ترتبط بعلاقات “سريّة” مع إسرائيل)، خشية امتناع مسؤولي تلك الدول من عقد لقاءات مع مسؤولين من دولة الاحتلال، لئلا يتم تسريبها فيما بعد بشكل يضعهم في مواجهة الرأي الشعبي الرافض للعلاقات مع دولة الاحتلال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى