تحليلات

“إسرائيل” ولبنان أقرب ما يكونا إلى الاتفاق

تقدير موقف

خاص– اتجاهات

 

شهدت الساعات الأخيرة تسارع الأخبار والتصريحات التي تتحدث عن قبول كل من لبنان ودولة الاحتلال لمسودة الاتفاق المعدلة التي قدمها الوسيط الأمريكي حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، نرصد فيما يأتي أبرز تلك التصريحات:

◼️ رئيس الوزراء “الإسرائيلي” يائير لابيد قال في بيان صدر عن مكتبه: “توصلنا إلى اتفاق تاريخي مع لبنان، وغدًا سأعقد اجتماعًا للكابينت، يليه اجتماع للحكومة، هذا إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل، ويضخ المليارات للاقتصاد الإسرائيلي ويضمن الاستقرار على الحدود الشمالية”.

◼️ رئيس مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” إيال حولتا قال لصحيفة يديعوت أحرنوت: ” لقد لُبِّيَت جميع مطالبنا، وعُدِّلَت التغييرات التي طلبناها، وحافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية، ونحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي”.

◼️ الرئاسة اللبنانية أعلنت في بيان لها أن الصيغة النهائية لعرض اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل” مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية.

◼️ كبير المفاوضين اللبنانيين ونائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس بو صعب قال في تصريحات صحفية: “لبنان حصل على كافة مطالبه في العرض الأمريكي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والوسيط الأمريكي توصل إلى حل وتفاهم يرضي الطرفين”.

 

تعكس التصريحات “الإسرائيلية” واللبنانية حالة من التفاؤل حيال انجاز اتفاق، يتم وصفه بالتاريخي، حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، حيث يسعى كل طرف لتسويق الاتفاق على أنه نجاح خالص له وأنه استطاع الحفاظ على ثروات بلاده المائية، دون تنازل للطرف الآخر، ويمكن قراءة تلك التصريحات بأنها تأتي للتسويق الداخلي، وذلك على النحو الآتي:

◼️ الحكومة “الإسرائيلية” بقيادة لابيد تحاول تسويق الاتفاق على أنه نجاح لسياستها الخارجية، وأنها بالتوصل لهذا الاتفاق حافظت على أمن “إسرائيل” ومنعت الانزلاق نحو مواجهة واسعة في الجبهة الشمالية كانت قاب قوسين أو أدنى، وذلك في إطار مواجهة نتنياهو الذي اعتبر الاتفاق بمثابة تنازل وانهزام “إسرائيلي” أمام تهديدات حزب الله، ومحاولة من أقطاب الائتلاف الحكومي لتعزيز فرصهم في انتخابات الكنيست القادمة المقرر عقدها في الأول من تشرين ثان/ نوفمبر القادم.

◼️ الدولة اللبنانية تسعى هي الأخرى لتسويق الاتفاق داخلياً على اعتبار أنه يراعي مصالح لبنان ويجنبه مزيداً من الكوارث من خلال إبعاده عن شبح الحرب، خاصة أن لبنان على بعد خطوات قليلة من انتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس الحالي ميشيل عون، وقد يساهم الاتفاق بخصوص ترسيم الحدود في التوصل لتسوية داخلية للاتفاق حول رئيس الدولة القادم.

 

ختاماً، إن التوصل لاتفاق بين لبنان ودولة الاحتلال حول ترسيم الحدود البحرية بينهما يعتبر نجاحاً للإدارة الأمريكية، حيث شكلت الضغوط التي مارستها إدارة بايدن على الطرفين، إلى جانب حاجات كل منهما، دافعاً للبنان ولدولة الاحتلال للتوصل لاتفاق وتجنب الدخول في مواجهة واسعة، وهو ما يتوافق مع تقدير موقف سابق للمركز بعنوان “إسرائيل” وحزب الله أبعد ما يكونا عن المواجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى