تحليلات

ماذا يعني تولي “بن غفير” وزارة الأمن الداخلي في دولة الاحتلال؟

خاص– اتجاهات

 

أعلنت لجنة الانتخابات “الإسرائيلية” النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الــ 25، والتي أظهرت تقدم كتلة اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو، وبرزت قائمة الصهيونية الدينية بزعامة المتطرفين “بتسالئيل سموتيرتش” و”إيتمار بن غفير” بحصولها على 14 مقعداً لتكون بذلك القوة الثانية داخل كتلة اليمين بعد حزب الليكود.

برزت شخصية “بن غفير” مع الأحداث في مدينة القدس المحتلة عام 2021 وخصوصاً اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وأحداث حي الشيخ جراح، كشخصية متطرفة تتبنى العنف ضد الفلسطينيين وتمارسه على الأرض، ويمكن إلقاء الضوء على شخصيته في النقاط الآتية:

  • يرأس “بن غفير” حزب “قوة يهودية” والذي يعتبر حزباً فاشياً ويصنف في أقصى اليمين المتطرف داخل الصهيونية الدينية، يركز اهتمامه في منطقة الحرم القدسي الشريف، باعتبارها منطقة “جبل الهيكل”.
  • اقتحم “بن غفير” المسجد الأقصى برفقة المستوطنين أكثر من مرة بشكل استعراضي واستفزازي لمشاعر المسلمين.
  • كان “بن غفير” حاضراً في أحداث حي الشيخ جراح عام 2021، وأشهر سلاحه في إحدى الليالي أثناء صدامات بين أهالي الحي والجماعات الاستيطانية المقتحمة، كما أقام خيمة سماها “مكتباً” ما رفع من مستوى العنف والمشاحنة بين أهالي الحي والجماعات الاستيطانية المقتحمة.
  • حاول “بن غفير” اقتحام غرفة المستشفى التي كان يرقد فيها الأسير المضرب عن الطعام حازم القواسمي قبل أن يعترضه النائب العربي في الكنيست أيمن عودة ويتدافع معه.
  • سحب “بن غفير” مسدسه على حارس أمن داخل “تل أبيب” فقط لأنه من أصول عربية.
  • كان “بن غفير” على رأس مسيرة أعلام المستوطنين في العشرين من نيسان/ أبريل الماضي التي كان من المفترض أن تمر في منطقة الباب العامود في البلدة القديمة في القدس المحتلة قبل أن تمنعها شرطة الاحتلال.

 

بعد نجاحه في الانتخابات أعلن “بن غفير” أنه سيطلب، خلال مشاورات حزبه مع نتنياهو لتشكيل الحكومة، أن يتولى حقيبة الأمن الداخلي في الحكومة التي سيشارك فيها، ومع ما يقوم به من تصرفات عنيفة تجاه الفلسطينيين وتشجيعٍ لسلوكيات المستوطنين العدوانية، أبدى مراقبون تخوفهم من تولي “بن غفير” لحقيبة الأمن الداخلي، وذلك للأسباب الآتية:

  1. الأصول الحزبية لـ “بن غفير” تعود إلى حزب “كاخ” الذي يعرف باسم “الكهانية” وهو نهج يجمع ما بين التدين والسياسة والقومية والعنف، ما يعني أننا أمام شخصية هي الأكثر تطرفاً.
  2. تقول الأصول الحزبية لـ “بن غفير” أن العرب يجب أن يعيشوا بدون حقوق سياسية، وإلا فأمامهم إما الرحيل أو القتل، ما يعني أنه قد بنى سياسته على كره العرب.
  3. يطالب “بن غفير” بتغيير تعليمات إطلاق النار لقوات الاحتلال، ما يعني أننا سنصبح أمام إعدامات ميدانية من قبل جنود شرطة الاحتلال خلال المواجهات مع الفلسطينيين.
  4. يطالب بن غفير بتشديد ظروف الحبس للأسرى الفلسطينيين وتصعيبها، ناهيك عن مطالبته بإلغاء الحبس بشكل تفاضلي في الغرف والزنازين (حسب الانتماء التنظيمي)، وإلغاء مسمى الناطق باسم الأسرى، ما يعني أننا سنكون أمام توتر مستمر داخل سجون الاحتلال، ما يدفع بمزيد من التوتر مع الفلسطينيين في مختلف المناطق الفلسطينية.
  5. سيعمل “بن غفير” على التواصل مع المجتمع العربي بدون قيادته السياسية، أي أنه سيلغي القيادة السياسية العربية وسيتواصل مع الجمهور، ما يعني العمل الحثيث على إلغاء الحقوق السياسية للعرب، ومن أبرزها الحق في المشاركة السياسية مع التركيز على تقديم بعض الخدمات المدنية فقط.

 

في ضوء ما تقدم ذكره يتضح أن دخول “إيتمار بن غفير” الائتلاف الحكومي سيتسبب في موجة من العنف، إذ يسعى “بن غفير” إلى شرعنة إرهاب المستوطنين والجيش والشرطة، الأمر الذي سيزيد من حالة التوتر والتصعيد مع الفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى