خاص– اتجاهات
نشرت مواقع إخبارية عبرية تسجيلاً صوتياً لرئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ، خلال لقائه مع ممثلين عن حركة شاس في المشاورات حول تشكيل الحكومة، حذر فيه من عضو الكنيست عن الصهيونية الدينية “إيتمار بن غفير”، قائلا: “العالم كله من حولنا قلق بشأن شريككم”.
على الرغم من أن الحديث داخل دولة الاحتلال يدور عن تسريب غير مقصود لتصريحات رئيس الدولة، إلا أن الأمر يبدو عكس ذلك وأن التسريب كان مقصوداً؛ لتحقيق عدة أهداف، أبرزها:
- رسالة للمجتمع الدولي، أن رئيس دولة الاحتلال يرفض مواقف وتصريحات “بن غفير” المتطرفة ولا يدخر جهداً في التأثير في تشكيلة الحكومة القادمة، وذلك في محاولة من هرتسوغ لتجميل وجه “إسرائيل”.
- تشكيل رأي عام ضاغط على نتنياهو وشركائه في اليمين، لتوسيع مشاوراته في تشكيل الحكومة مع المعسكر الآخر، أو على أقل تقدير الحد من قوة “بن غفير” في تشكيلة الحكومة القادمة، وعدم تكليفه بحقائب وزارية توصف بالسيادية.
- الضغط على “بن غفير” لتغيير سلوكه ومواقفه التي تتعارض مع المجتمع الدولي.
وفي رده الأولي على حديث هرتسوغ، قلل “بن غفير” من أهمية ما جاء في التسجيل الصوتي، وخرج بتصريحات إعلامية قال فيها: “أنا وهرتسوغ نتحدّث مؤخرًا وكان قد أعرب عن تخوّفات بعض الدول من مواقفي”، في إشارة من “بن غفبر” إلى أن تصريحات رئيس الدولة ليست جديدة ولم تفاجئه، وأنها لن تكون ذات تأثير على مستقبله السياسي.
بالمجمل فإن تصريحات رئيس الدولة تعكس حالة القلق الحقيقي التي يبديها المجتمع الدولي وقادة الاحتلال من مشاركة “بن غفير” في الحكومة القادمة، ليس لتصريحاته ومواقفه الأكثر تطرفاً، وإنما لأن مشاركته في الحكومة وتوليه حقيبة وزارية سيادية، سيكون بمثابة إظهار علني لوجه “إسرائيل” الحقيقي كدولة احتلال وفصل عنصري والأكثر تطرفاً وعدوانية.
