تحليلات

قراءة في تصريحات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال

خاص– اتجاهات

 

خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، تحدث رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال “أفيف كوخافي” حول جهود دولة الاحتلال لمواجهة التموضع الإيراني في سوريا قائلاً: “نتيجة الجهود الإسرائيلية التي بدأت عام 2013 واستمرت بوتيرة أسبوعية، تم إفشال المخطط الإيراني الذي سعى إلى نصب مئات الصواريخ في سوريا، ومرابطة عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات فيها، وإنشاء تنظيم يشبه تنظيم حزب الله في هضبة الجولان، بالفعل تم إجهاض المخطط الذي دبر له قاسم سليماني، لكن هذا المخطط لم يختفِ بالكامل ولدينا المزيد مما يجب فعله في هذا المضمار”.

ومن جهة أخرى تحدث كوخافي عن جهوزية الجيش لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: “إن الجيش الإسرائيلي حسّن من جاهزيته لضرب أهداف نووية إيرانية”، مضيفاً بالقول: “سيكون الجيش جاهزاً لليوم الذي يتم فيه إصدار أمر بالعمل ضد البرنامج النووي الإيراني، وسينجز المهمة التي يتم تكليفه بها”.

 

تأتي تصريحات كوخافي قبل أسبوعين فقط من مغادرة منصبه كرئيس لهيئة أركان جيش الاحتلال، حيث من المتوقع أن يُنهي مهام منصبه في منتصف شهر كانون ثاني/ يناير القادم..

وفي ضوء ذلك يمكن قراءة تصريحات أفيف كوخافي في أربع اتجاهات:

الأول: تسويق ذاتي وشخصي، حيث يهدف كوخافي من وراء تصريحاته إلى تقديم كشف حساب عن فترة ولايته في قيادة جيش الاحتلال على مدار أربع سنوات، عارضاً أهم النجاحات والإنجازات التي حققها الجيش تحت قيادته، في محاولة منه لتسويق نفسه أنه سيكون صاحب الفضل في أي نجاح أو إنجاز يحققه جيش الاحتلال مستقبلاً في هذا السياق.

الثاني: رسالة تهديد لإيران بأن جيش الاحتلال بات جاهزاً لمهمة عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وأنه لن يصمت على مساعي إيران في تطوير برنامجها النووي، وهو ما يتفق مع تصريحات سابقة أدلى بها وزير الدفاع بيني غانتس قال فيها: “إن الجيش الإسرائيلي بات يمتلك القدرة على إصابة المنشآت النووية لإيران إصابة شديدة، وتحقيق إنجاز ملحوظ”.

الثالث: رسالة ضغط على الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن؛ لدفعها للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يراعي مصالح دولة الاحتلال ويلبي شروطها.

الرابع: رسالة لحكومة نتنياهو القادمة مفادها أن الجيش بات جاهزاً من الناحية المهنية والعملياتية لتوجيه ضربة لإيران، وأنه بانتظار تعليمات المستوى السياسي، في محاولة لإحراج حكومة نتنياهو وشركائه وإظهار عجزهم، وعلى وجه الخصوص “سموتريتش” و”بن غفير”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى