تحليلات

استعداد “إسرائيلي” للتصعيد في رمضان

خاص– اتجاهات

 

نشرت وسائل إعلام “إسرائيلية” تصريحات لوزير الدفاع الجديد يوآف غالانت أدلى بها خلال اجتماع عقده مع القيادة المركزية في جيش الاحتلال، قال فيها: “استعدوا .. حتى قبل رمضان من الممكن أن يحدث شيء سيء للغاية في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في كلاهما .. علينا الاستعداد والتجهيز لذلك”.

تتقاطع تصريحات غالانت مع تصريحات سابقة لوزير الدفاع السابق بيني غانتس قال فيها أنه “أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لتصعيد أمني خطير قد يندلع في شهر رمضان المقبل”.

 

المراسل العسكري في موقع واللا أمير بوخبوط نقل عن مسؤول أمني كبير في فرقة غزة قوله: “تقدر المؤسسة الأمنية أن الوضع في غزة متفجر وقد يتحول إلى تصعيد واسع النطاق، فالتصعيد لا يرتبط بما يحدث في غزة فقط، من المحتمل أن تؤدي عملية في الضفة الغربية إلى جر الجميع إلى التصعيد”، وأضاف بوخبوط: “لقد أجرت فرقة غزة خلال الأيام الماضية تمرين كبير يحاكي تنفيذ حماس عملية تسلل لمستوطنات غلاف غزة”.

وفي ذات السياق حذر المحلل العسكري لصحيفة معاريف ألون بن دافيد من التصعيد في شهر رمضان، قائلاً: “الخير قادم في رمضان .. عيد الفصح اليهودي يتزامن مع شهر رمضان .. وأصدقاء بن غفير يضغطون عليه للسماح لهم بتقديم وذبح القرابين في الحرم المقدسي خلال عيد الفصح القادم”.

من جهتها كشفت صحيفة هآرتس في تقرير لها عن قلق لدى الأجهزة الاستخبارية في دولة الاحتلال من أن تكرار اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى سيشعل المنطقة، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحاول فرض انضباط أكبر على وزراء الحكومة وإفشال أي أفكار مستفزة، لكنه يبدو إلى الآن عاجزاً عن إملاء موقف حاسم على الحكومة.

 

تصريحات قادة الاحتلال وتحذيرات أجهزته الأمنية تأتي في ضوء أربع متغيرات رئيسية:

1- تشكيل حكومة “إسرائيلية” جديدة تعتبر الأكثر تطرفاً وعنصرية، بنت تحالفاتها الائتلافية على أساس التغول وسرقة الحقوق الفلسطينية بمزيد من التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي، وعلى أساس القتل والغلو في الدم الفلسطيني.

2- اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، وتصاعد المحاولات لتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة، وما صاحبها من تنديد ورفض عربي ودولي، ناهيك عن تهديدات قوى المــقــاومة.

3- تهديدات مجموعات المتطرفين بتنفيذ مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى وإقامة طقوس تلمودية داخل باحاته خلال الفترة القادمة.

4- تصاعد عمليات المــقــاومة في الضفة الغربية، حيث لا يكاد يمر يوم بدون اشتباكات وعمليات إطلاق نار ضد الاحتلال وجنوده، وكذلك فشل عملية كاسر الأمواج، التي أطلقها جيش الاحتلال في بداية الربع الثاني من العام الماضي 2022، في كسر موجات المقاومة في الضفة الغربية.

 

وعليه يمكن قراءة تصريحات قادة جيش الاحتلال في ثلاث اتجاهات:

الاتجاه الأول: وجود تقديرات أمنية واستخبارية لدى أجهزة الأمن في دولة الاحتلال، أن المــقــاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تكرار اقتحامات قادة الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى، وهناك خشية وتخوف حقيقي لدى قادة الاحتلال وأجهزته الأمنية من رد المــقــاومة.

الاتجاه الثاني: رسالة تهديد لقوى المــقــاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بأن جيش الاحتلال سيكون جاهزاً لكافة الاحتمالات والسيناريوهات، في محاولة لكبح جماح المــقــاومة وثنيها عن الرد على أي تجاوزات أو سلوك لجماعات المتطرفين.

الاتجاه الثالث: رسالة للمتطرفين في حكومة نتنياهو تحذرهم من الانعكاسات السلبية لسلوكهم على حالة الأمن في دولة الاحتلال، وإمكانية ذهاب المنطقة نحو حالة من التدهور الأمني بسبب سلوكهم، في محاولة من قيادة جيش الاحتلال لضبط سلوك “بن غفير” وجماعات المتطرفين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى