تحليلات

لقاء “إسرائيلي” سوداني لدفع عملية التطبيع… لماذا الآن؟

خاص – اتجاهات

 

قال مجلس السيادة السوداني في بيان له أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التقى في الخرطوم يوم الخميس بوزير الخارجية “الإسرائيلي” إيلي كوهين وبحث الجانبان سبل تطبيع العلاقات بينهما.

يأتي هذا اللقاء بين قيادة السودان ودولة الاحتلال بعد 3 سنوات من إعلان البدء بتطبيع العلاقات بين الجانبين برعاية أمريكية ضمن اتفاقات “إبراهام” في عهد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، لكن الاتفاق النهائي للتطبيع لم ينضج بعد بسبب حالة الفراغ الدستوري في السودان بعد خلع الرئيس عمر البشير.

إذاً، حالة الاتفاق النهائية ما زالت معلّقة بين السودان ودولة الاحتلال، فلماذا تم الاجتماع الأخير؟

هناك مجموعة من الأسباب التي دفعت لعقد هذا الاجتماع، أبرزها:

  1. رغبة “نتنياهو” بالاستمرار في مسار التطبيع بأي شكل كان، حتى لو كان مع نفس الدول التي وقّعت اتفاقات التطبيع أو انضمت لحركة التطبيع، والزيارة إلى السودان تحقق لنتنياهو هذا الهدف خصوصاً بعد تأجيل زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة بسبب اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى مطلع العام الجاري.
  2. أن “نتنياهو” شعر بخيبة أمل بعد توقعه انضمام السعودية إلى اتفاقات التطبيع في أول فترة حكمه الحالية، لذلك ذهب إلى تعميق التطبيع مع الدول المطبعة لتحقيق الهدف بأن التطبيع هو مسار استراتيجي ومن أولويات حكومته.
  3. يبدو أن الاجتماع قد ارتبط باحتياجات أمنية لدولة الاحتلال، أهمها دفع السودان لمواجهة خطوط الإمداد للمقاومة الفلسطينية، على أن يقدم السودان هذه الخدمة للاحتلال مقابل الإسهام “الإسرائيلي” في رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

في المجمل، هناك مجموعة من العوائق ما زالت أمام السودان ودولة الاحتلال لتطبيع العلاقات بينهما، إذا أن الفراغ الدستوري في السودان يمنع توقيع اتفاق نهائي، لذلك ستقوم دولة الاحتلال بتجزئة عملية التطبيع إلى مراحل وتنظيم صفقات داخلها، مثل ما ذكرناه، أن يقوم السودان بتلبية احتياجات الأمنية لدولة الاحتلال مقابل أن تعمل دولة الاحتلال على رفع صفة الإرهاب عن دولة السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى