أنشطة المركز

قدرة “إسرائيل” على خوض حرب متعددة الجبهات

حلقة نقاش نظمها مركز اتجاهات

غزة – مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث

 

نظم مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث بمقره في مدينة غزة، يوم الثلاثاء 2023/5/30، حلقة نقاش بعنوان “قدرة إسرائيل على خوض حرب متعددة الجبهات”، شارك فيها نخبة من المختصين والباحثين السياسيين.

افتتح حلقة النقاش الباحث في المركز أ. محمد بخيت، الذي رحب بالمشاركين في حلقة النقاش، مؤكداً على أهمية عقد هذه الحلقة من النقاش حول قدرة “إسرائيل” على خوض حرب متعددة الجبهات، حيث تأتي هذه الحلقة من النقاش استكمالاً لحلقة النقاش السابقة التي عقدها المركز في 30 إبريل الماضي بعنوان وحدة الساحات.. الفرص والتحدياتوالتي ناقشت مبدأ وحدة الساحات في بعدها الفلسطيني، فتأتي هذه الحلقة لتسلط الضوء على ما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات تهدف من ورائها لمواجهة قوى المقاومة على مختلف الجبهات.

واعتبر بخيت أن إعلان سلطات الاحتلال يوم الإثنين الماضي البدء في مناورة تحمل اسم “اللكمة القاضية” والتي تستمر لمدة أسبوعين، يدلل أن “إسرائيل” تخشى من اندلاع حرب متعددة الجبهات وعدم القدرة للتصدي لها.

 

كابوس يؤرق الاحتلال

وقال الكاتب والمحلل السياسي د. حسن عبدو: “إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يبني استراتيجيته على الفصل والعزل والإقصاء والاستفراد”.

وحول قدرة الاحتلال على خوض حرب متعددة الجبهات، قال عبدو: “نحن لا نشكك في قدرة الاحتلال على العدوان، ولكن هناك تشكيك في قدرته على النجاح”، مؤكداً أن الاحتلال يخشى من اندلاع حرب متعددة الجبهات، فيحاول الاستفراد بالمقاومة وعزل بعضها عن الآخر في محاولة منه لتحقيق أهدافه، معتبراً أن الحرب الشاملة هي بمثابة كابوس يؤرق الاحتلال، وستكون هي عنوان النصر على الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى أن المناورات التي يجريها جيش الاحتلال في هذه الأيام تأتي تعبيراً عن الخوف الذي يعاني منه الاحتلال، وتعكس حجم الخطر والتهديد الذي يمثله هذا السيناريو بالنسبة لدولة الاحتلال.

 

بلد الهزيمة الواحدة

بدوره، اعتبر المختص في الأمن القومي د. إبراهيم حبيب، المناورات التي أجرتها سلطات الاحتلال هذا العام، والتي كان آخرها “اللكمة القاضية”، محاولة لإيهام جمهورها الداخلي بأنها قادرة على تحقيق النصر.

وقال حبيب: إن الاحتلال يحاول الاستفراد في كل جبهة على حدا ويعمل ضمن استراتيجية فصل أو عزل الجبهات، غير أنه بات يخشى بشكل حقيقي من الدخول في مواجهة مفتوحة يشترك فيها كل أعداء “إسرائيل” في مختلف الجبهات (إيران ومجموعاتها المنتشرة في سوريا، حزب الله في لبنان، المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة)، مشيراً إلى أن انفتاح أكثر من جبهة عليها سيجعل دولة الاحتلال في ورطة، لذلك يلجأ الاحتلال إلى إعداد العدة لحرب متعددة الجبهات، في محاولة منه للقضاء على مثل هذا التهديد.

وبين حبيب أن الاحتلال عجز عن هزيمة المقاومة في غزة ولبنان، لافتاً إلى أن عدم قدرة الاحتلال على نقل المعركة إلى أرض العدو بات يهدد الجبهة الداخلية؛ ما يجعله يخشى من حرب متعددة الجبهات، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال تفتقد للعمق الاستراتيجي، فهي بلد الهزيمة الواحدة.

وأشار حبيب إلى أن نقاط ضعف الاحتلال باتت بارزة وغير قادر على علاجها، خاصة ما يتعلق بالتداخل الديمغرافي وافتقاد العمق الاستراتيجي، وهناك خشية إسرائيلية من محور المقاومة وقدرته على تحقيق المفاجأة وإحراج الاحتلال.

 

محور المقاومة

من جانبه، قال المختص بالشأن العسكري د. محمود العجرمي: إن محور المقاومة على رأس جدول أولويات الاحتلال الإسرائيلي، ما يدفعه إلى التفكير في خوض اعتداءات جديدة.

وقال العجرمي: إن الاحتلال يرى تراكم قدرات المقاومة كحزب الله في لبنان وصراعه مع “إسرائيل” منذ عام 1978 وحتى العام 2000، وما جرى في تموز عام 2006، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي كامل طاقته واندحر مذلولاً، وهذا يجعله يخشى من الإقدام على خوض معركة جديدة.

وأضاف: أن قدرات حزب الله وامتلاكه لنحو ربع مليون صاروخ دقيق برؤوس تدميرية، وفق خبراء الاحتلال، يجعل دولة الاحتلال تخشى من خوض معركة متعددة الجبهات، معتبراً أن معركة سيف القدس في أيار 2021، تجلى فيها مبدأ “وحدة الساحات” واقعاً عملياً، حيث أكدت فشل مشاريع الاحتلال في القضاء على المقاومة وتدجين أهلنا في الداخل المحتل عام 1948.

وحول مدى قدرة الاحتلال على خوض حرب متعددة الجبهات، أكد العجرمي أن الاحتلال منذ نشأته كان يتجنب خوض معركة على أكثر من جبهة، ناهيك أن الوضع الدولي والإقليمي لا يخدم دولة الاحتلال للدخول في مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، معتبراً أن التوجه لهكذا سيناريو يمثل عملاً انتحارياً.

 

ثغرات كثيرة

فيما أكد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، أن الإنجاز الذي حققته المقاومة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، دعا وزير أمن الاحتلال للتعبير عن خشيته أمام وسائل الإعلام من اندلاع حرب متعددة الجبهات، مرجعاً ذلك لأن العقيدة القتالية الإسرائيلية تعتمد على القتال بأرض الغير وتقصير أمد المعركة والتحكم والسيطرة.

وبين عريقات، خلال مشاركته في حلقة النقاش من الضفة الغربية عبر الفيديو، أن جيش الاحتلال يعاني من ثغرات كثيرة في حال أقدم على خوض حرب متعددة الجبهات، كتآكل قدرة الردع وضعف المنظومة الدفاعية، والهشاشة الأمنية للسهول الساحلية، وضيق الرقعة الجغرافية، إلى جانب تطور أداء المقاومة والجبهات الأخرى ودقة الصواريخ التي أثبتت جدارتها مؤخراً، وعدم تهيئة الجبهة الداخلية لحرب طويلة المدى.

 

حرب طويلة

ورأى المختص بالشأن الإسرائيلي د. سعيد بشارات، أن فشل جيش الاحتلال في عدوان 2021، وعدم قدرته على إدارة المعركة والتحكم بها جعله يخشى من خوض معركة مفتوحة، فلجأ إلى محاولة الاستفراد بالمقاومة وتجزئة الساحات والاستفراد بكل جبهة على حدا.

وأشار بشارات إلى أن تطور أداء المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال جولات القتال السابقة خاصة في معركة سيف القدس، إضافة لوضع حزب الله في لبنان الذي يتطور عسكرياً بشكل متصاعد، أثبت فشل استراتيجية المعركة بين الحروب التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي بشكل أساس لقضم قدرات المقاومة ومنع تصاعدها.

وقال بشارات: إن الاحتلال يدرك أن مساحة الأراضي المحتلة “عمقه الاستراتيجي” تجعله يسعى كثيراً للبعد عن خوض حرب طويلة الأمد أو متعددة الجبهات، إدراكاً منه لحجم الخطر الذي ستخلفه مثل تلك الحرب، خاصة في ظل تعاظم قدرات المقاومة على مختلف الجبهات.

 

تقارب دولي

يرى الكاتب د. مصطفى إبراهيم، أن سلطات الاحتلال تخشى اندلاع حرب متعددة الجبهات، وأنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها.

وأشار إبراهيم إلى أن المناورات التي أعلن عنها حزب الله مؤخرًا، والتقارب بين السعودية وإيران، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية وارتباطه بكل من روسيا والصين، كل ذلك يجعل الاحتلال متخوفاً من الحرب على أكثر من جبهة.

 

تفتيت الجبهات

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط: إن “إسرائيل” تتجنب العمل على أكثر من جبهة وتحاول تفتيت الجبهات والاستفراد بجبهة واحدة؛ لخشيتها من حرب استنزاف لا تستطيع القيام بها.

وأضاف حطيط خلال مشاركته من لبنان عبر الفيديو، أن جيش الاحتلال يعتمد على الحرب السريعة وعلى جبهة واحدة، لعدم قدرته على الحسم السريع على أكثر من جبهة؛ جراء العجز في القدرات العسكرية اللازمة في عملية الحسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى