تحليلات

عملية إطلاق نار على الحدود المصرية مع دولة الاحتلال.. دلالات وتداعيات

خاص– اتجاهات

 

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة ضابط آخر في عملية إطلاق نار وصفها الاحتلال الإسرائيلي بعملية “أمنية متدحرجة”، حيث قام مجنّد مصري يرتدي زي الشرطة المصرية باقتحام الحدود وقتل مجندة وجندي من الجيش الإسرائيلي، ثم قام بقتل جندي ثالث وإصابة ضابط إسرائيلي آخر خلال اشتباك مسلح، بعد ساعات من مقتل الجندي والمجندة.

في ذات السياق علّق المتحدث العسكري المصري على الحادث قائلاً: “إن عنصر أمن مصري تبادل إطلاق النار أثناء مطاردته مهربي مخدرات مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر إسرائيلية”.

رفض الجانب الإسرائيلي الرواية المصرية وأصرّ أن عملية إطلاق النار هي عملية أمنية، واصفاً منفذ العملية “بالمخرب”.

 

ما بين الروايتين المصرية والإسرائيلية، فالعملية تحمل أبعاداً ودلالاتٍ عدة، يمكن إجمالها في النقاط الآتية:

العملية شكلت فشلاً أمنياً وعمليّاتياً للجيش ومنظومة الأمن الإسرائيلية، وهو ما برز في:

  1. الفشل في التعامل مع المجند المصري، الذي نجح في اقتحام الحدود وقتل الجنود في البداية دون اكتشافه أو التعامل معه.
  2. اكتشاف عملية إطلاق النار والوصول لجثتي الجندي والمجندة بعد ساعتين من مقتلهم.
  3. قيام المنفذ بعمل كمين محكم لوحدات الجيش الإسرائيلي التي جاءت للتعزيز، والاشتباك معهم ونجاحه في قتل وإصابة اثنين آخرين.

العملية تفرض تحدياً أمنياً كبيراً على دولة الاحتلال، تتطلب منه تغيير إجراءاته الأمنية على الحدود المصرية التي طالما تغنى بأنها الأهدأ والأكثر أماناً، الأمر الذي سيكون له انعكاساته على استعدادات الاحتلال الأمنية والعسكرية في تعامله مع مختلف التهديدات على مختلف الجبهات.

أظهرت العملية حالة إرباك كبيرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما شكلته العملية من تطور خطير، يقدّرون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه سيكون له ما بعده، لذلك يعمل الاحتلال بالتعاون مع الجانب المصري في البحث عن خلفيات منفذ العملية، وهل له ارتباطات بجماعات أو قوى للمقاومة أم أنه عمل فردي، وفي كلتا الحالتين هناك قلق من تكرار مثل هذه الحادثة، سواءً على صعيد فتح شهية الجنود المصريين لمحاكاة زميلهم، أو فتح شهية قوى المقاومة لاستغلال الجبهة المصرية كجبهة جديدة لمشاغلة الجيش الإسرائيلي.

 

بالمجمل، من غير المتوقع أن يكون للعملية تداعيات سلبية على العلاقات الإسرائيلية المصرية، غير أنه من المتوقع أن يسعى الاحتلال الإسرائيلي في استغلال العملية للضغط على الجانب المصري في اتجاهين:

  • الأول: تفعيل مزيد من التعاون الأمني بين “إسرائيل” ومصر؛ لضبط الحدود ومحاربة عمليات التهريب خاصة التي تتعلق بأعمال المقاومة، وبشكل يسمح للجيش الإسرائيلي بالعمل بحرية أكبر داخل الحدود المصرية.
  • الثاني: محاولة الضغط على مصر لتكون أقرب للموقف والرواية الإسرائيلية في العلاقة مع قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خاصة ما يتعلق في ملف التهدئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى