تحليلات

استخدام قوات الاحتلال للطائرات المسيّرة في الضفة الغربية.. الحاجات والدلالات

خاص– اتجاهات

 

مقدمة

كشفت مصادر إعلامية “إسرائيلية” أن قوات الاحتلال تستخدم الطائرات المسيّرة في عملياتها في مدن الضفة الغربية، دون تقديم تفاصيل عن نوع الطائرات أو المهام التي ستقوم بها، ويأتي هذا الخبر في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عملياتها اليومية في مدن الضفة الغربية المحتلة ضمن ما يعرف بعملية “كاسر الأمواج” لمواجهة العمليات الفدائية الفلسطينية.

 

تعتبر الطائرات المسيّرة نقلة نوعية في المجال العسكري، حيث تتمتع بقدرات عملياتية استطلاعية وهجومية واسعة، وفي هذا الإطار يمكن فهم دلالات استخدام قوات الاحتلال لهذه الطائرات في ميدان الضفة الغربية، ويمكن القول بأن حاجات قوات الاحتلال على الأرض لاستخدام الطائرات المسيّرة تكمن في الآتي:

  1. المراقبة وجمع المعلومات: وهي الوظيفة الأساسية لهذه الطائرات، حيث لديها القدرة على التصوير والرصد والتحليق لساعات دون انقطاع، وحتى الوصول إلى مناطق ضيقة وتضاريسها متنوعة، وقد تكون هذه المراقبة لنشطاء فلسطينيين أو مراكز ومواقع يمكن أن تكون هدفاً لعمليات فدائية، فيتمكن الجيش من إحباط هذه العمليات قبل وقوعها، وقد تكون المراقبة من نوع آخر، وهي مراقبة طرق تهريب السلاح خصوصاً بعد الأنباء التي تحدثت عن كثافة تهريب الأسلحة خصوصاً في منطقة غور الأردن.
  2. تنفيذ هجمات: وهذا في حال أن تكون الطائرات المسيّرة من النوع الهجومي وليس الاستطلاعي فقط، وهذه الهجمات قد يقوم بها الجيش خلال العمليات كاعتراض الناشطين الذين يتصدون للتوغلات “الإسرائيلية”، أو لاغتيال نشطاء مطلوبين خلال تحصنهم في بنايات أو معاقل لهم في مدن الضفة المحتلة.
  3. توثيق العمليات: وهذه حاجة ملحة لدى أي جيش في العالم، أن يقوم بتوثيق تحركات جنوده على الأرض، ومن وجهة نظرنا فإن الحاجة لدى قوات الاحتلال في توثيق العمليات باتت أكثر إلحاحاً سيما بعد اغتيال شيرين أبو عاقلة خلال توغل قوات الاحتلال في جنين في مايو/ أيار 2022م، وقد كان الاحتلال يعتمد في توثيق العمليات على كاميرات محمولة على رؤوس الجنود أو مثبتة في مقدمات بنادقهم، لكن هذه الآلية من التوثيق ليست كافية في توضيح كل التفاصيل في الميدان.
  4. التسويق للطائرات المسيّرة: حيث إن جزءاً مهماً من العمليات الميدانية لدى الجيوش تكون لتسويق أسلحة وتقنيات عسكرية أو أمنية، وقد يكون استخدام جيش الاحتلال للطائرات المسيّرة في مدن الضفة الغربية جزءاً من التسويق لهذه الطائرات، حيث إن دولة الاحتلال تمتلك حصة وازنة من سوق الطائرات المسيّرة على مستوى العالم، وهذه السلعة العسكرية قد ازداد عليها الطلب من قبل عدد من الدول سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

 

دلالات استخدام قوات الاحتلال للطائرات المسيّرة

يمكن فهم دلالات استخدام الاحتلال للطائرات المسيّرة في عملياته في مدن الضفة الغربية من خلال النقاط الآتية:

  1. يشير هذا الاستخدام إلى تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية سيّما بعد عملية “كاسر الأمواج”.
  2. ويشير أيضاً إلى تنوّع عمليات المقاومة، ما بين هجمات على حواجز والتصدي لتوغلات الجيش في المدن والقرى والمخيمات، وهذا ما يرفع الكلفة البشرية في صفوف قوات جيش الاحتلال.
  3. يعطي استخدام جيش الاحتلال للطائرات المسيّرة في عملياتها إشارات حول رغبة دولة الاحتلال في تطبيق سياسة القتل المركّز للنشطاء والمطلوبين، وهذه السياسة تجعل دولة الاحتلال قادرة على اغتيال المطلوبين فقط دون تكثيف عملية القتل حتى لا تستدعي تنديداً دولياً أو ملاحقة قانونية.

 

للاطلاع على التحليل بصيغة PDF اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى