تحليلات

اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى.. دلالات وتداعيات

خاص– اتجاهات

 

مقدمة

قام وزير “الأمن القومي” في حكومة الاحتلال الجديدة “إيتمار بن غفير” باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الثلاثاء 3 يناير 2023، بمرافقة قوات كبيرة من الشرطة، وذلك بعد أقل من 12 ساعة من نشر وسائل الإعلام خبراً تحدث عن تأجيل “بن غفير” لهذه الزيارة.

وقد كشفت قناة كان العبرية أن “جهاز الشاباك هو من سمح لبن غفير باقتحام المسجد الأقصى، وأن عملية الاقتحام تمت بالتنسيق مع جميع الأطراف من بينهم نتنياهو”.

نجاح “بن غفير” في اقتحام المسجد الأقصى دون أي مواجهات أو احتجاجات داخله يشير إلى نجاح حملة التضليل الإعلامي التي مارستها حكومة الاحتلال طوال الليلة الماضية؛ لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، من خلال بث تصريحات وأخبار تحدثت عن تراجع “بن غفير” عن تنفيذ اقتحامه للمسجد الأقصى وأنه قام بتأجيل اقتحامه لأسابيع قادمة، ناهيك عن جملة من الانتقادات والاتهامات التي وُجهت من قوى المعارضة إلى “بن غفير” وحكومة نتنياهو بالرضوخ لتهديدات حماس في غزة، نستعرض فيما يأتي أبرز تلك الأخبار والتصريحات:

  • القناة 7 العبرية: بسبب التهديدات من غزة، وزير الأمن القومي بن غفير يتراجع عن اقتحامه المرتقب للأقصى.
  • موقع واللا العبري: تحدث نتنياهو اليوم مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية نية الأخير اقتحام الأقصى قريباً – يقول مقربون من بن غفير إنه لا يزال مصمماً على الاقتحام لكنه أجلها للأسابيع المقبلة، وزعموا أن نتنياهو لم يطلب منه الامتناع عن القيام بذلك.
  • مراسل قناة 12 العبرية أوهاد حيمو: “التهديدات من غزة مرت عبر الوسيط المصري ووسطاء الأمم المتحدة، الذين قالوا إن حـمــــــــاس لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اقتحم بن غفير الأقصى، وهذا سيؤدي إلى التصعيد، يجب أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد”.
  • عضو الكنيست المعارض زئيف إلكين: “سمعت بن غفير يقول إنه سيصل إلى الأقصى هذا الأسبوع، وفجأة أصبح الموعد غير معروف!! فجأة اختفت مسألة هذا الأسبوع!! رسالة تهديد واحدة من حماس أصابت نتنياهو بالذعر وجعلته يسارع للحديث مع بن غفير!! هل خفتم؟ هل هذا صحيح؟ هل هذا ما وعدتم به؟ رسالة تهديد واحدة من حماس كافية لطي الشعارات التي رفعتموها خلال الحملة الانتخابية”.
  • يديعوت أحرونوت: “إسرائيل تراجعت هذه المرة أيضًا أمام تهديدات غزة على غرار التغيير الذي حدث في مسار مسيرة الأعلام عشية عملية حارس الأسوار، إن تردد الحكومة في قضية اقتحام بن غفير للأقصى هو خطأ”.

 

اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى رغم التحذيرات والتهديدات، يحمل دلالات ورسائل متعددة أبرزها:

1. رسالة تحدي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عنوانها أن الحكومة الحالية لن تسمح بفرض معادلات جديدة.

2. رسالة للجمهور “الإسرائيلي” خاصة اليميني منه أن الحكومة الحالية ماضية في وعودها وأن مسألة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى باتت أمراً واقعاً، وأن هذه الحكومة هي حكومة أفعال لا أقوال، وفي هذا السياق صرّح “بن غفير” صباح اليوم خلال اقتحامه للمسجد الأقصى قائلاً: “حكومتنا لن تستسلم لتهديدات حماس، جبل الهيكل هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل، ونحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، واليهود أيضًا سيصلون إلى جبل الهيكل”.

3. رسالة لقوى المعارضة في دولة الاحتلال أن حكومة نتنياهو لن تمنحكم الفرصة لمهاجمتها وانتقادها وأنها ماضية في سياساتها، ولا ترضخ لأي تهديدات.

4. رسالة للمجتمع الدولي والوسطاء أن حكومة نتنياهو الجديدة لن تسمح لأحد بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة الاحتلال.

 

التداعيات المحتملة لاقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى:

• هناك خشية “إسرائيلية” من أن يؤدي اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى إلى ردود فعل فلسطينية سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، خاصة أن “بن غفير” هو المسؤول الرسمي الثاني بعد شارون الذي اقتحم المسجد الأقصى عام 2002 وتسبب في انطلاق انتفاضة الأقصى في حينه.

• هناك خشية فلسطينية أن يكون اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى تأسيساً لمرحلة جديدة حول الوضع في المسجد الأقصى، من خلال: زيادة الاقتحامات، إقامة صلوات وطقوس تلمودية في المسجد الأقصى، ترسيخ التقسيم الزماني والمكاني.

• تعزيز حكومة نتنياهو كحكومة قوية لا ترضخ للابتزازات والتهديدات.

• وضع المقاومة الفلسطينية – خاصة في قطاع غزة – في حالة من الحرج وإظهار عجزها عن الردّ، وخاصةً بعد حالة التضخيم والتضليل الإعلامي التي تحدثت أمس عن إلغاء “بن غفير” اقتحامه للمسجد الأقصى واتهامه بالرضوخ لتهديدات المقاومة.

 

للاطلاع على التحليل بصيغة PDF اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى