تحليلات

زيارة نتنياهو للأردن .. أبعاد ودلالات

خاص – اتجاهات

 

أعلن الديوان الملكي الأردني ومكتب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو في بيانين منفصلين، أن الأخير التقى يوم أمس الثلاثاء 24 يناير، في العاصمة الأردنية عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقد بحث الجانبان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، مؤكدين أهمية “التعاون الإستراتيجي والأمني ​​والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة” حسب البيانين.

وذكر الديوان الملكي الأردني، في بيانه أن الملك عبد الله شدد خلال اللقاء على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وعدم المساس به”، في حين أشارت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن نتنياهو تعهد خلال اللقاء “بالحفاظ على الوضع القائم في القدس”.

 

تأتي الزيارة في ضوء جملة من المتغيرات شهدتها الساحة الإسرائيلية الداخلية، والأوضاع في الضفة الغربية، نجملها على النحو الآتي:

1. اعتراض شرطة الاحتلال السفير الأردني في “إسرائيل” غسان المجالي، ومنعه من الدخول إلى المسجد الأقصى لمدة 3 ساعات، قبل أن تسمح له بالدخول.

2. اقتحام وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” لباحات المسجد الأقصى قبل أكثر من أسبوعين، وتصاعد التهديدات بمزيد من الاقتحامات والتهويد.

3. تصاعد الفعل المقاوم في الضفة الغربية والقدس، وفشل آلة القتل “الإسرائيلية” في كسر موجات المقاومة، وتصاعد التحذيرات من الذهاب نحو التصعيد.

4. تشكيل حكومة “إسرائيلية” جديد تعتبر الأكثر تطرفاً.

 

يعد هذا اللقاء الأول لنتنياهو مع الملك عبد الله منذ العام 2018، حيث شهدت العلاقات الأردنية “الإسرائيلية” حالة من التوتر خلال فترة ولاية نتنياهو السابقة، وذلك لعدة أسباب كان أبرزها:

  • تداعيات حادثة السفارة “الإسرائيلية” في عمان في تموز/يوليو 2017، بعد مقتل مواطنين أردنيين على يد حارس أمن “إسرائيلي” في مبنى السفارة، واستقبال نتتياهو للقاتل استقبال الأبطال.
  • الاعتداءات “الإسرائيلية” المتكررة على الأماكن المقدسة التي تخضع للوصاية الهاشمية.
  • إعلان نتنياهو في تموز/يوليو 2020 عن خطة استيطانية لضم غور الأردن وأجزاء واسعة من الضفة الغربية.
  • منع ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى في آذار/مارس 2021، وما تبعها من منع عمّان مرور طائرة نتنياهو عبر الأجواء الأردنية لزيارة الإمارات.

 

وبالرغم من التوتر في العلاقات الأردنية – “الإسرائيلية”، فإن الزيارة تعتبر مهمة لدولة الاحتلال للاعتبارات الآتية:

1. تعزيز مسار التطبيع العربي “الإسرائيلي”، وإصلاح العلاقة مع الأردن لأهميتها.

2. وجود رغبة “إسرائيلية” بتدخل أردني للحفاظ على حالة الهدوء في الضفة الغربية والقدس، وعدم تصاعد الأوضاع هناك وانجرارها لعملية واسعة، محاولة كسب الموقف الأردني للتأثير على السلطة الفلسطينية والعمل على منع تصاعد الأوضاع في الضفة والقدس، ومنعها من التوجه لمؤسسات المجتمع الدولي لإدانة “إسرائيل”.

3. رسالة طمأنة من نتنياهو للقيادة الأردنية، مفادها أن الوضع القائم في القدس لن يتغير بالرغم من تصرفات بعض الوزراء في إشارة لاقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى مؤخراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى