تحليلات

تصعيد “إسرائيلي” في أريحا.. الأهداف والتداعيات

خاص – اتجاهات

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن “قوات الجيش في عملية مشتركة مع الشاباك تمكنت الليلة في مخيم عقبة جبر بأريحا من اغتيال خلية كانت قد نفذت عملية إطلاق النار على مطعم عند مفرق ألموغ جنوب أريحا في 28 يناير الماضي”.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها أعلن الناطق العسكري باسم الجيش “الإسرائيلي”، “أن الجيش يحتجز جثامين 5 فلسطينيين هم من أفراد الخلية في أريحا، من بينهم منفذي عملية ألموغ”.

جاءت عملية الاغتيال بعد حصار قوات الاحتلال لمخيم عقبة جبر في اريحا لأكثر من 10 أيام على خلفية محاولة تنفيذ عملية إطلاق نار على مطعم بالقرب من أريحا، وبعد يومين من الإعلان عن ظهور كتيبة مخيم عقبة جبر ونشر مقاطع فيديو لعدد من المسلحين أثناء تصديهم لقوات الجيش التي اقتحمت المخيم، في وقت سابق.

في ضوء ما سبق، يمكن قراءة أهداف الاحتلال من وراء حجم الدماء والعدد الكبير من الشهداء، في ثلاثة أهداف رئيسة، هي:

  1. رسالة لقوى المقاومة أن الجيش ماض في عملية “كاسر الأمواج”، ولن يسمح بتشكل خلايا وبؤر جديدة للمقاومة في الضفة الغربية، في محاولة لإظهار التفوق الاستخباري لأجهزة الأمن “الإسرائيلية”.
  2. محاولة إحداث عملية “كي وعي” للمقاومين وحاضنتهم الشعبية، من خلال تمرير هذا الشكل الدموي كنموذج يمكن أن يتكرر في أماكن أخرى من الضفة الغربية، خصوصاً مع التوجهات الجديدة لحكومة “نتنياهو” و”بن غفير” و”سموتريتش”، في مسعى “إسرائيلي” لتحقيق عامل الردع وثني المقاومين عن الاستمرار في مقاومتهم.
  3. احتجاز جثامين المقاومين في سابقة هي الأولى التي تحدث بعد عمليات اقتحام في الضفة الغربية كمحاولة من الاحتلال لتثبيت معادلة جديدة، مفادها أن الاحتلال سيحتجز جثامين الشهداء لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس التي تضغط بدورها على الاحتلال للقبول بصفقة تبادل مقابل الجنود المأسورين لديها في غزة.

إن الإيغال في الدم الفلسطيني والذي وصل إلى أكثر من 40 شهيداً منذ بداية العام 2023 يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الاحتلال في ظل فشل عملية “كاسر الأمواج” التي تقترب من عامها الأول في إيقاف تصاعد المقاومة ومنع تمددها في مختلف مدن الضفة الغربية، ويشير إلى عجز الاحتلال وفشله في تحقيق الأمن والأمان لمستوطنيه، في المقابل تصاعد المقاومة الفلسطينية التي ترفض الاستسلام وتصر على مواصلة طريقها في مقاومة الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى