تحليلات

إشكالية مساعدة سوريا في تجاوز تداعيات الزلزال المدمّر

خاص – اتجاهات

ضرب زلزال شديد بلغت شدته 7.9 درجة على مقياس رختر، المناطق في جنوب تركيا وشمال سوريا، وبلغ عدد القتلى في البلدين أكثر من 11 ألف وإصابة أكثر من 70 ألفاً آخرين، إضافة إلى تدمير آلاف المباني وتشريد مئات الآلاف ودخول أكثر من 23 مليون إنسان في دائرة الخطر المباشر وفقاً لإحصاءات تركية وسورية وأممية.

عقب الزلزال، سارعت إدارة الكوارث في تركيا إلى إغاثة المتضررين والبحث عن ناجين، لكن الأمر لم يكن كذلك في سوريا التي تعاني نقصاً في أدوات الإغاثة والمعدات اللازمة للإنقاذ، ونظراً لشدة وهول الكارثة، هرعت عدد كبير من الدول إلى تقديم المساعدات والإغاثة إلى تركيا، فيما لم نسمع كثيراً عن تقديم المساعدة إلى سوريا، لتبرز أمامنا مشكلة في تقديم المساعدات إلى سوريا.

حسب خارطة المدن التي ضربها الزلزال في سوريا، فإن هناك مناطق تخضع لسيطرة الحكومة السورية، وهناك مناطق تخضع لسيطرة المعارضة، على النحو الآتي:

  1. المناطق التي تخضع للحكومة السورية: مدينة حلب، اللاذقية، طرطوس، حماة.
  2. المناطق التي تخضع للمعارضة: إدلب، ريف حلب، وهما الأكثر تضرراً من الزلزال.

أمام هذا التوزيع ظهرت الإشكالية في مجموعة من النقاط:

  1. أن المناطق التي تخضع للمعارضة المسلحة مدعومة من تركيا، وتركيا التي تدعم هذه المناطق تعرضت هي الأخرى لنفس الزلزال وفيها ما يكفيها من الدمار والمعاناة فهي غير متفرغة اليوم لدعم وإغاثة المناطق السورية التي تخضع للمعارضة.
  2. هناك حصاراً دولياً على سوريا، وهذا الحصار قد طال الحكومة السورية ومؤسسات الدولة، وطال أيضاً مناطق المعارضة على حد سواء.
  3. المؤسسات السورية مدمرة ومنهكة من تداعيات الحصار والحرب الدائرة منذ 12 عاماً، ونتج عن ذلك تدمير البنية التحتية والمطارات والطرق، وهذا يمنع إيصال المساعدات والانخراط في عمليات الإغاثة والإنقاذ.
  4. هناك انعدام واضح للإرادة السياسية بين المعارضة والحكومة السورية لتجاوز الأزمات فيما بينهم من أجل إنقاذ المواطنين المنكوبين.
  5. وهناك أيضاً غياب الإرادة السياسية والتعاون من طرف عدد من الدول العربية تجاه دمشق، وكذلك الأمر الكثير من الدول الإسلامية أهمها تركيا.

أما أبرز الحلول المتوقع اللجوء إليها لمساعدة سوريا في تجاوز تداعيات الزلزال المدمر، فيمكن توضيحها في النقاط الآتية:

  1. تفعيل الأمم المتحدة لدورها الإنساني في المناطق المدمرة في سوريا، بالتعاون مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومؤسسات دولية أخرى.
  2. قيام الأردن ولبنان بتسخير الموانئ والطرق والمعابر والمطارات لأهداف الإغاثة في سوريا كون هاتين الدولتين هما الأقرب لسوريا وتتمتعان بعلاقات مستقرة مع الحكومة السورية في دمشق، وهذا الأمر يمكن أن يتم بإشراف جامعة الدول العربية.
  3. تنشيط تركيا لممرات إنسانية لدعم وإغاثة المنكوبين في مناطق سيطرة المعارضة كالتزام منها بدعم المعارضة سياسياً وعلى الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى