تحليلات

ما وراء تراجع “سموتريتش” عن دعوته لمحو “حوارة”

خاص– اتجاهات

 

حاول وزير المالية الإسرائيلي المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” التنصل من التصريحات التي أطلقها منذ أسبوع، والتي دعا فيها إلى محو بلدة حوارة جنوب نابلس.

وقال “سموتريتش” خلال مقابلة مع قناة 12 الإسرائيلية، الليلة الماضية، إنه “لم يقصد المساس بالأبرياء”، وأضاف: “في بعض الأحيان يستخدم الناس عبارات صعبة ولا يقصدون معناها الحرفي وذلك لنقل رسالة شديدة اللهجة”، حسب ادعائه.

جاء هذا التراجع من قبل “سموتريتش” عن تصريحاته السابقة كخطوة اضطرارية بعد ردود الفعل الواسعة التي استنكرت تصريحاته السابقة، وكذلك بعد المطالبات في الولايات المتحدة الأمريكية بعدم منحه تأشيرة دخول للمشاركة في مؤتمر استثماري يعقد في 12 آذار/ مارس الجاري في العاصمة الأميركية واشنطن.

وقد جاءت المطالبات بعدم منح “سموتريتش” تأشيرة دخول، عقب إعلان أمريكي رسمي بأنه لن تُعقد أي لقاءات تجمع “سموتريتش” مع مسؤولين أمريكيين ولن يستقبله أي مسؤول حكومي أمريكي خلال زيارته لواشنطن للمشاركة في المؤتمر المذكور.

 

من الواضح أن بنيامين نتنياهو كان له دور ضاغط باتجاه هذا الموقف من “سموتريتش”، بدلالة مسارعته إلى التعقيب على هذا التوضيح بقوله: “من المهم بمكان توضيح سموتريش أنه لم يقصد المساس بالأبرياء أو عقاباً جماعياً”.

فـ “نتنياهو” كان واقعاً تحت ضغط المطالبة من قبل الأمريكيين باتخاذ موقف علني ضد هذه التصريحات، وفق ما طالبه بذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في ذات اللحظة التي وصف فيها تصريحات “سموتريتش” بأنها “بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز”.

إذاً فهذا التراجع من قبل “سموتريتش” ليس تراجعاً عن سياساته أو معتقداته المتطرفة، وإنما هو مخرج تم ترتيبه من قبل “نتنياهو” للخروج من هذه الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي باتت ملامحها واضحة في التسريبات من قبل الخارجية الأمريكية بأنها “تناقش” عدم منح “سموتريتش” تأشيرة دخول وهو الوزير في حكومة “نتنياهو” الذي يشغل حقيبة سيادية هي وزارة المالية.

 

فهل سيؤثر ما جرى على “سموتريتش” باتجاه تراجعه عن سياساته وأفكاره المتطرفة ضد الفلسطينيين؟

بالتأكيد لا، فالانتقادات الدولية تركزت على التصريح الذي أدلى به “سموتريتش” دون أن يتطرق أحد إلى سياسات هذا المتطرف وسوابقه ومسيرته الطويلة من التطرف والعنصرية والجرائم بحق الفلسطينيين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى