تحليلات

مجزرة جديدة في جنين.. الأهداف والتداعيات

خاص– اتجاهات

 

حدد الجيش الإسرائيلي والشاباك في بيان مشترك أن الهدف من عملية اقتحام مخيم جنين ظهر يوم أمس الثلاثاء، هو اغتيال منفذ عملية حوارة “عبد الفتاح خروشة”، حيث أسفرت العملية عن استشهاد 6 مواطنين وإصابة أكثر من 23 بينهم حالات حرجة، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 3 من جنوده خلال العملية.

كما أعلن جيش الاحتلال اعتقال اثنين من أبناء الشهيد خروشة، محمد وخالد، خلال عملية عسكرية نفذها في مدينة نابلس بالتزامن مع العدوان على جنين، مدعياً أنه يشتبه بهما بالتخطيط لتنفيذ عملية جديدة في حوارة.

 

يأتي هذا العدوان على مخيم جنين ومدينة نابلس في سياق مواجهة تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، ضمن عملية كاسر الأمواج التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث شارفت على دخول عامها الثاني، دون أن تنجح في كسر موجات المقاومة.

حجم القتل والدماء التي خلفتها مجازر الاحتلال في جنين ومن قبلها في نابلس وأريحا يعبر عن سياسة الحكومة الإسرائيلية القائمة على التطرف والغلو في الدم الفلسطيني، وتعكس مساعي الجيش الإسرائيلي ومن خلفه حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو لتثبيت معادلة واضحة مفادها أن الأولوية في التعامل مع منفذي العمليات هي الإعدام ميدانياً، في تطبيق عملي لمشروع قانون إعدام الأسرى المدانين بقتل إسرائيليين، والذي صادقت عليه الكنيست بالقراءة الأولى في الأسبوع الماضي.

وهو ما كان واضحاً في تصريحات قادة الاحتلال في أعقاب العملية، حيث علق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قائلاً: “أقول مراراً وتكراراً من يؤذينا دمه مهدور”، وهو نفس التصريح كرره وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قال: “ليعلم كل من سيرفع يده لإيذاء المستوطنين، أن دمه مهدور”.

 

ويهدف الاحتلال من وراء هذه المجازر إلى إحداث حالة من كي الوعي لدى المقاومين الفلسطينيين والحاضنة الشعبية الفلسطينية، بأن استمرار العمل المقاوم سيجعل الشعب الفلسطيني يدفع فاتورة دم كبيرة، خاصةً أننا أمام أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الذي يتخوف الاحتلال من تصاعد عمليات المقاومة خلاله.

من جهة أخرى سعى الاحتلال لإظهار العملية بأنها نجاح لمنظومته الأمنية، حيث ذكر الجيش والشاباك في بيان مشترك أنه “تم تصفية منفذ عملية حوارة عبد الفتاح خروشة، بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة عن مكان المطلوبين في جنين”، إلا أن نجاح الشهيد خروشة في الانتقال من نابلس إلى جنين واختفائه على مدار 9 أيام كشف عن فشل في منظومة الأمن الإسرائيلية، ودلل على وجود حاضنة شعبية استطاعت احتضان منفذ العملية.

 

لقد كشف تصدي المقاومة لقوات الاحتلال في مخيم جنين وجود مقاومة فعلية قادرة على تكبيد العدو خسائر بشرية ومادية، دفعت قوات الاحتلال منذ بداية العملية إلى الدخول متخفية وعن طريق التسلل مستخدمة سيارات مدنية خشية انكشافها، ناهيك عن وقوع إصابات في صفوف الجيش تم إجلاؤها جواً بواسطة مروحية، الأمر الذي قد يشير لخطورة هذه الإصابات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى