تحليلات

قصف صاروخي من لبنان على “إسرائيل”.. السياقات والدلالات

خاص– اتجاهات

 

تعرضت الحدود الشمالية لدولة الاحتلال خلال الساعات الماضية لعدة رشقات صاروخية تم إطلاقها من لبنان باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في الشمال، حيث قدرت القناة 14 الإسرائيلية عدد الصواريخ بأنه بلغ 100 صاروخ، في حين أشارت تقديرات إسرائيلية أن عدد الصواريخ كان ما بين 25- 30 صاروخ وليس أكثر.

نرصد في مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث في هذا التحليل السياقات والمتغيرات التي جاء فيها هذا القصف، وما يحمله من رسائل ودلالات على مختلف الأطراف.

 

أولاً: السياقات التي جاء فيها القصف

يأتي هذا القصف غير المسبوق من جنوب لبنان باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية في منطقة الجليل الغربي في الشمال في ضوء جملة من السياقات والمتغيرات شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، والتي يمكن إجمالها في عدة نقاط على النحو الآتي:

1- تصاعد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، في ضوء مساعي الاحتلال تغيير الوضع القائم هناك، وتثبيت عملية التقسيم الزماني والمكاني، ناهيك عن تهديدات المستوطنين بذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

2- تصاعد حالة التوتر مع قطاع غزة، على خلفية تصاعد العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

3- سخونة الأوضاع على الجبهة الشمالية مع لبنان، وذلك على خلفية عملية مجدو التي قام بتنفيذها شخص تسلل من لبنان حسب ما ذكر بيان للجيش الإسرائيلي.

4- تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث لا يكاد يمر يوم دون حدوث عمليات إطلاق نار واستهداف لجنود الاحتلال ومستوطنيه.

5- تصاعد عمليات القصف والاستهداف الإسرائيلي لأهداف إيرانية في الأراضي السورية، ضمن سياسة الاحتلال لمواجهة التموضع الإيراني في سوريا.

ناهيك عن تفاعلات الأزمة الإسرائيلية الداخلية، وهو ما اعتبره عدد من المحللين والكتاب الإسرائيليين بأنه أظهر ضعف إسرائيل في مواجهة أعدائها، ما منح الفرصة وشجع قوى المقاومة في لبنان وقطاع غزة، للرد على العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

 

ثانياً: الجهة المسؤولة عن القصف

يعد هذا القصف هو الأول من نوعه من حيث حجم وعدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من الجنوب اللبناني على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية أن فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان هي من تقف خلف عمليات القصف، خاصة أن نوعية الصواريخ تختلف عن تلك التي يمتلكها حزب الله وأنها صواريخ قديمة.

غير أنه من جهة أخرى لم يُعف الاحتلال حزب الله من المسؤولية، في ضوء سيطرة الحزب التامة على الجنوب اللبناني، ولا يمكن لفصائل المقاومة الفلسطينية ضرب هذا العدد من الصواريخ دون تنسيق مع حزب الله، الأمر الذي باتت تتصاعد معه التحليلات عن نجاح قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية في تثبيت استراتيجية “وحدة الساحات”، وهو المفهوم الذي طالما نادت به قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال.

 

ثالثاً: الرسائل التي يحملها القصف

هذا القصف والاستهداف للمستوطنات والبلدات الإسرائيلية في الشمال، يحمل في طياته عدة رسائل:

1- رسالة دعم وإسناد للمرابطين في المسجد الأقصى، وأنه لا يمكن الصمت أمام هذا العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

2- تعزيز مفهوم “وحدة الساحات” في مواجهة الاحتلال.

3- رسالة تهديد واضحة لدولة الاحتلال، لشكل المعركة القادمة “حرب متعددة الجبهات” تدخل فيه (سوريا، لبنان، غزة، الضفة، القدس، الداخل المحتل) في مواجهة الاحتلال، وهو السيناريو الأسوأ الذي طالما خشيت منه “إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى