تحليلات

لماذا لم يكن حزب الله عنوان الرد الإسرائيلي في لبنان؟

خاص– اتجاهات

 

يُعد القصف الصاروخي من لبنان، يوم الخميس الماضي، على شمال فلسطين المحتلة حدثاً أمنياً غير مسبوق، من ناحية الكثافة النارية، والتوقيت الحرج لدولة الاحتلال، وازدياد قوة “محور المقاومة”، وطبيعة الأدوات المستخدمة، والأهم هو المكان الذي انطلقت منه هذه الصواريخ لتكوّن هذا الحدث.

لبنان، وهو المكان الذي منه انطلقت الصواريخ، يخضع بشكل فعلي لسيطرة حزب الله، خصوصاً في منطقة الجنوب، ومن المعلوم أن أي انطلاق لأي عمل عسكري لابدّ أن يخضع لقرار الحزب.

فور الحدث، سارعت “إسرائيل” لاتهام حركة حماس بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ، وبعد ساعات من المداولات الأمنية داخل “إسرائيل” نفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربات ضد مواقع تقول “إسرائيل” أنها تتبع لحركة حماس في لبنان، ومن ثم أعلنت انتهاء الضربات.

فلماذا ردّت “إسرائيل” ضد حركة حماس، ولم تعتبر حزب الله هو المسؤول عن كل ما يجري في لبنان، وتوجه عملية الرد له ولمصالحه؟

مع العلم أن هذه السياسة تطبقها “إسرائيل” في غزة، فأي صاروخ ينطلق من غزة، من أي فصيل كان، تذهب “إسرائيل” لتحميل حماس المسؤولية وتقصف مقراتها ومواقعها، لكن هذا لم يحدث في لبنان، ولم توجه “إسرائيل” أي ضربة لحزب الله ولم تحمله مسؤولية إطلاق الصواريخ، فلماذا اختلفت معادلة تحميل المسؤولية بين غزة ولبنان؟!

 

هناك مجموعة من الأسباب وراء تغير “معادلة تحميل المسؤولية” من غزة إلى لبنان، وفيما يأتي أبرز هذه الأسباب:

  1. وجود حالة ردع من حزب الله أمام “إسرائيل”، ما يعني أن الأخيرة لا تستطيع ولا تريد تحميل حزب الله مسؤولية الحدث وترد عليه؛ خوفاً من استدعاء ردٍ قوي من قبله، وهو ما قد يدخل المنطقة في مواجهة شاملة لا تتحملها “إسرائيل”.
  2. الأزمة الداخلية الإسرائيلية، والتي على إثرها تمرّد مئات من جنود الاحتياط، تجعل من “إسرائيل” ضعيفة أمام أي معركة قد تنشب مع حزب الله، ولذلك تتجنب “إسرائيل” تحميل الحزب مسؤولية الحدث والرد عليه.
  3. لنفرض أن “إسرائيل” حمّلت حزب الله مسؤولية الحدث ووجهت ضربة له في لبنان وتدحرجت الأوضاع إلى مواجهة شاملة، هذا سيفتح شهية “الجبهات الفلسطينية”، من غزة إلى الضفة الغربية وحتى الداخل المحتل، كلها ستنخرط في مواجهة مع “إسرائيل”.
  4. ملف المسجد الأقصى الذي يمثّل عامل تفجير وتصعيد ما زال متفاعلاً، و”إسرائيل” ليست معنية بفتح جبهات أخرى تؤجج الصراع خصوصاً الجبهة الشمالية المتوترة أصلاً بسبب التموضع الإيراني في سوريا.
  5. هناك رغبة أمريكية بإبقاء حالة الهدوء في المنطقة، وهي تضغط على “إسرائيل” من أجل الابتعاد عن أي توتير في أي جبهة، وهذا يفسر الرد المحدود في غزة ولبنان.

 

أمام ما سبق هناك سيناريو يقول أن الرد بضرب مواقع حماس فقط في لبنان – وعدم استهداف مواقع حزب الله – هو ردّ أولي، وأن “إسرائيل” تحضّر نفسها لتنفيذ ضربة أمنية قوية ورادعة تشمل مصالح لحزب الله في لبنان أو في سوريا، وحينها تكون “إسرائيل” قد ردت على حزب الله وجعلته عنواناً للرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى