تحليلات

ماذا يريد نتنياهو من خطابه في وزارة الدفاع؟!

خاص– اتجاهات

 

ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، خطاباً في وزارة الدفاع الإسرائيلية، تحدث خلاله عن مجموعة من القضايا ذات الطابع الأمني، حيث وجّه جملة من الرسائل للداخل الإسرائيلي، وكذلك رسائل لمنظمات المقاومة، ورسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

نستعرض فيما يأتي الرسائل التي أرسلها نتنياهو من خلال هذا الخطاب..

 

أولاً: رسائل إلى الداخل الإسرائيلي

1- إظهار تماسك الحكومة الإسرائيلية، وأنها ستستمر في أداء مهامها وتنفيذ وعودها لجمهورها، ومن أبرز هذه المهام والوعود: الحفاظ على الأمن وتنفيذ خطة التعديلات القضائية، وليدلل نتنياهو على تماسك حكومته أعلن أن “يوآف غالانت” سيستمر في منصبه وزيراً للجيش.

2- تحميل المعارضة والحكومة السابقة مسؤولية تآكل الردع الإسرائيلي، حيث وجّه الاتهامات لها بعدم الحزم في التعاطي مع التهديدات سواءً في قطاع غزة والضفة الغربية، أو على الجبهة الشمالية متحدثاً عن اتفاق “الاستسلام” مع حزب الله في إشارة إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

 

ثانياً: رسائل إلى قوى المقاومة

1- إظهار التهديد والاستعداد الإسرائيلي لتوجيه ضربات لقوى المقاومة في مختلف الجبهات، بهدف الحد من فاعليتها وقدرتها على إلحاق الضرر بأمن “إسرائيل”، وقد تعددت الرسائل حسب كل جهة من قوى المقاومة، وتفصيل ذلك كما يأتي:

  • الرسالة إلى حركة حماس: أن “إسرائيل” ستقطع الطريق على الحركة لتكوين قوة في ساحات غير قطاع غزة والربط بينها.
  • الرسالة إلى الدولة السورية: أنها ستكون في عين الاستهداف إذا ما سمحت لأي جهة بالقيام بمهاجمة “إسرائيل” من الأراضي السورية.
  • الرسالة إلى إيران: أن “إسرائيل” ماضية في محاربة التموضع الإيراني في سوريا.
  • الرسالة إلى حزب الله: أن “إسرائيل” لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك المثبتة منذ حرب تموز 2006.

2- رسالة تحذير لقوى المقاومة بعدم استغلال الأزمة الداخلية في “إسرائيل” وتفسيرها على أنها ضعف إسرائيلي، وبالتالي مهاجمة “إسرائيل”.

3- رسالة تفيد أن “إسرائيل” تعمل على كسر مبدأ “وحدة الساحات” وتعدد جبهات المقاومة، بعمليات أمنية أو عسكرية.

 

ثالثاً: رسائل إلى الإدارة الأمريكية

1- أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” عميقة وراسخة وثابتة.

2- أنه وبالرغم من ثبات العلاقة مع الإدارة الأمريكية وعمقها، إلا أن “إسرائيل” تستطيع أيضاً أن تقول لا لأمريكا، إذا استشعرت أن هناك تدخلاً أمريكياً في الشأن الداخلي الإسرائيلي.

 

في المجمل، فإن القراءة العامة من الخطاب تفيد برغبة نتنياهو تنفيذ عملية عسكرية واسعة لكسر وحدة ساحات المقاومة، لكن مجموعة من الكوابح تواجهه وتمنعه من تنفيذها، وهي:

  • العامل الأمريكي الذي يرغب بإحلال الهدوء في المنطقة في ظل الإدارة الأمريكية الديمقراطية.
  • الأزمة الداخلية في “إسرائيل” التي تمنع المعارضة من مساندة نتنياهو في أي توجهات لعملية عسكرية ترى فيها المعارضة أن نتنياهو يريد رفع شعبيته المتدهورة، وتمرير التعديلات القضائية.
  • صعوبات عملياتية داخل الجيش الإسرائيلي، تمنعه من القيام بعمليات واسعة وعلى أكثر من جبهة، خصوصاً مع تمرد جنود الاحتياط وجنود في سلاح الجو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى