تحليلات

قراءة في تصريحات وتهديدات قادة الاحتلال الأخيرة

خاص– اتجاهات

 

أطلق عددٌ من قادة الاحتلال – خاصة قادة الجيش – خلال اليومين الأخيرين عدداً من التصريحات، حملت في مجملها تصعيداً وتهديداً ضد إيران وحزب الله وقطاع غزة، وتصاعدت معها التحليلات عن وجود مخططات إسرائيلية لعدوان جديد، سواءً ضد إيران أو الجبهة الشمالية أو قطاع غزة.

جاءت تصريحات قادة الاحتلال خلال مشاركتهم في مؤتمر هرتسيليا السنوي الـ 23، الذي ينظمه المركز متعدد المجالات في هرتسيليا بشكل دوري كل عام منذ العام 2000، حيث يناقش المؤتمر مستقبل دولة الاحتلال ووضعها اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً ورصد الأخطار والتهديدات المحيطة بها من الداخل والخارج، تحت هدف استراتيجي هو “الأمن القومي الإسرائيلي”.

ومن هنا تنبع أهمية المؤتمر بحكم نوعية ومكانة الشخوص المشاركين فيه، والذي عادة ما يشارك فيه رئيس الحكومة، وكبار الوزراء، وقادة المعارضة، وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية، وشخصيات أكاديمية ورجال أعمال وغيرهم، لذلك يعكس المؤتمر اتجاهات التفكير المختلفة لدى النخبة الإسرائيلية المتنفذة.

في ضوء ما سبق يجد قادة الاحتلال، خاصة قادة الجيش منهم، في مثل تلك المؤتمرات والتجمعات السنوية فرصاً لإظهار الذات وإبراز أنشطتهم وجهودهم، مع تقديم رؤاهم وخططهم المستقبلية في مواجهة مختلف التهديدات والتحديات على مختلف الجبهات، وليس بالضرورة أن تعكس توجهاً عملياتياً ضد أي جبهة من الجبهات، غير أنه من المهم الوقوف عند هذه التصريحات.

تأتي تصريحات قادة الاحتلال في ظل حالة من التوتر تشهدها المنطقة، وأبرز مؤشرات هذا التوتر ما يأتي:

  1. مناورة حزب الله في جنوب لبنان.
  2. جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة.
  3. تصاعد الحديث داخل قوى المقاومة عن تشكل مبدأ “وحدة الساحات” أو “وحدة الجبهات”.
  4. تصاعد الحديث عن اقتراب إيران من الوصول إلى العتبة النووية.
  5. تصاعد الحراك السياسي في المنطقة باتجاه التصالح مع إيران.

 

بالمجمل، تعكس تصريحات قادة الاحتلال تعاظم التحديات والتهديدات التي تواجه دولتهم على مختلف الجبهات، حتى بات ما يعرف بـ “الحرب متعددة الجبهات” التحدي الأكثر تهديداً، وبات يشكل قلقاً كبيراً ومعضلةً حقيقيةً لمنظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية.

في ضوء ذلك يمكن تصنيف المهددات والتحديات التي تواجه دولة الاحتلال استناداً إلى تصريحات قادته، على النحو الآتي:

1- البرنامج النووي الإيراني: يقف على راس المهددات التي تواجه دولة الاحتلال كتهديد وجودي، حيث يرى قادة الاحتلال أن إيران أصبحت قريبة من الوصول للعتبة النووية، وأن الوقت لا يعمل لصالحهم، في ظل استبعاد الولايات المتحدة الأمريكية للخيار العسكري في مواجهة برنامج إيران النووي حالياً، ولذا باتوا يتجهزون للسيناريو الذي يضطرون فيه إلى اللجوء للخيار العسكري بشكل منفرد.

2- خطر اندلاع مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية: وهو ما أطلق عليه قادة الاحتلال “حرب الشمال الأولى” وتشترك فيها إيران سوريا وحزب الله، وهو أحد التحديات أو التهديدات التي بدأت تتشكل منذ عام 2017 بعد زيادة التموضع الإيراني في سوريا ونجاح النظام السوري، بدعم من إيران وحزب الله، في تثبيت أركان حكمه وتجاوز تداعيات الثورة السورية.

3- خطر اندلاع حرب متعددة الجبهات (إيران، سوريا، لبنان، غزة، الضفة): حيث يقدر قادة الاحتلال أن احتمالات هذا السيناريو بدأت ترتفع في ظل تشكل “محور المقاومة”.

4- تهديدات قطاع غزة: يرى قادة الاحتلال أن تهديدات قطاع غزة تأتي في مرتبة متأخرة على سلم المهددات التي تواجه دولة الاحتلال، غير أنها تعتبر من أكثر الجبهات تفجراً في ظل اتهامات الاحتلال للمقاومة في القطاع بالمسؤولية عن توجيه العمليات الفدائية في الضفة الغربية.

5- تهديدات الضفة الغربية: تشير تصريحات قادة الاحتلال أنها حالياً تصنف في المرتبة الأخيرة على سلم المهددات التي تواجه دولة الاحتلال، في ظل حدوث انحسار وتراجع في عمليات المقاومة في الضفة الغربية؛ بفضل نجاح عملية “كاسر الأمواج” في تحييد عدد كبير من نشطاء المقاومة سواءً عبر الاغتيال أو الاعتقال، حسب تقديرات قادة الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى