تحليلات

لماذا اقتحم “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى اليوم؟

خاص– اتجاهات

 

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير”، صباح اليوم الأحد، ساحات المسجد الأقصى المبارك وسط إجراءات أمنية مشددة، في اقتحام هو الثاني منذ توليه وزارة الأمن القومي في حكومة الاحتلال، حيث كان الاقتحام الأول في مستهل هذا العام، وأدلى “بن غفير” أثناء اقتحامه للأقصى بتصريحات عنصرية استفزازية.

ويأتي هذا الاقتحام بعد يومين من تنظيم مسيرة الأعلام في مدينة القدس، وقبل ساعات من عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي في أنفاق تحت حائط البراق في مدينة القدس المحتلة احتفالاً بالذكرى 56 لاحتلالها.

لكن بالرغم من أن الاقتحام يحمل رسائل للفلسطينيين والعرب، إلا أن الرسالة الأهم من اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى هي الضغط على رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو”.

حيث كان “بن غفير” قد جدّد مقاطعته التصويت في الكنيست الإسرائيلي، في الوقت الذي يحتاج فيه “نتنياهو” أصوات الائتلاف الحكومي لصالح إقرار الموازنة العامة في الكنيست قبل تاريخ 29 أيار/ مايو الجاري.

ومن أبرز الشروط التي يريد “بن غفير” من “نتنياهو” تحقيقها مقابل العودة للتصويت في الكنيست: الاستمرار في سياسة الاغتيالات، والسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ المخططات في سبيل السيطرة الحقيقية عليه، والاستمرار في السياسات الاستيطانية وفرض السيادة على النقب والجليل وعموم الضفة الغربية المحتلة.

وهنا يمكن فهم عملية الاقتحام في إحدى نقطتين:

الأولى: أن الاقتحام كان بمثابة صفقة بين “نتنياهو” و”بن غفير”، وجزء من عملية احتواء “بن غفير” وإرضائه، مقابل التصويت في الكنيست لصالح تمرير الموازنة العامة.

الثانية: أن الاقتحام تم من غير علم “نتنياهو”، وفي هذا رسالة تحدي من “بن غفير” لـ “نتنياهو” والضغط عليه من خلال تذكيره بقدرته على تنفيذ سياسات “الصهيونية الدينية” من غير موافقته، خصوصاً أن “بن غفير” يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة من المستوطنين، وهذا الاقتحام والممارسات الاستفزازية تزيد من شعبيته أمام “نتنياهو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى