تحليلات

طائرة مروحية تقصف في جنين.. الدلالات والتداعيات

خاص– اتجاهات

 

لأول مرة منذ العام 2002 بعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية فيما يعرف بعملية السور الواقي، قامت طائرات الاحتلال المروحية صباح هذا اليوم بقصف منطقة مفتوحة في جنين في محاولة لمساعدة قوات الجيش التي تعرضت لوابل كثيف من النيران، حسب ما جاء في بيان جيش الاحتلال.

يأتي هذا القصف الأول من نوعه بعد عملية اقتحام فاشلة قامت بها قوات جيش الاحتلال صباح هذا اليوم في مخيم جنين، حيث وقعت قوات الاحتلال في كمين للمقاومة، تم خلاله تفجير عبوات ناسفة في مركبات القوات الخاصة من وحدة المستعربين “الدوفدوفان”، ما نتج عنه إعطاب (5_7) مركبات وإصابة 7 جنود وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.

تدخّل الطائرات المروحية في إسناد جنود الاحتلال خلال اقتحامهم مخيم جنين، يحمل عدداً من الدلالات، يمكن قراءتها في اتجاهين:

الاتجاه الأول: أنها تعكس التطور الملحوظ في أداء وفاعلية قوى المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في مدينتي جنين ونابلس، ما يدلل على فشل وعدم نجاعة إجراءات الاحتلال وعملياته المتواصلة في تحقيق عامل الردع وكسر موجات المقاومة في الضفة الغربية التي لا زالت مستمرة وآخذة بالتصاعد.

الاتجاه الثاني: أنها تعكس حالة الفشل الأمني والاستخباري الذي منيت به قوات الاحتلال، وهو ما تمثل في عدم تقدير حجم وفاعلية الأدوات التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية واستعداد المقاومين وتجهزهم لمواجهة قوات الاحتلال، وفي تكبد جيش الاحتلال خسائر مادية وبشرية.

هذا التطور في مجريات الأحداث في جنين، من المتوقع أن يلقي بتداعياته على المشهد الأمني في الضفة الغربية وعلى سلوك الاحتلال هناك، وذلك على النحو الآتي:

1. استطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال هذه العملية فرض عقبات وتحديات جديدة أمام قوات الاحتلال، لن تكون معها عمليات الاقتحام المتكررة للمدن والمخيمات الفلسطينية سهلة، وفي ظل حجم التكلفة التي قد تسببها تلك التحديات أمام قوات الجيش، قد نشهد في المرحلة المقبلة تصاعداً في عمليات الاغتيال أو الاستهدافات من الجو سواءً عبر الطيران المروحي أو المسيّرات.

2. جاءت العملية في ظل تهديدات ومطالبات إسرائيلية بشن عملية واسعة تستهدف شمال الضفة الغربية خاصة مدينتي جنين ونابلس، بهدف القضاء على تصاعد المقاومة هناك، فهل تشكل هذه العملية مسعّراً ودافعاً جديداً أمام حكومة الاحتلال والجيش لتنفيذ عملية واسعة شمال الضفة الغربية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى