تحليلات

رسائل المقاومة الفلسطينية من وراء العملية الفدائية في “عيلي”

خاص– اتجاهات

 

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين وُصفت جراح بعضهم بالخطيرة، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة عيلي شمال مدينة رام الله، نفذها فلسطينيان من نابلس، باستخدام أسلحة آلية من نوع (m16).

تأتي هذه العملية في ضوء عدد من المتغيرات والسياقات شهدتها الضفة الغربية، نجملها في الآتي:

• بعد يوم واحد فقط من عملية الاقتحام الفاشلة في جنين والتي تعرض فيها الجيش الإسرائيلي لكمين من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، نتج عنه إعطاب أكثر من 5 آليات مصفحة، وإصابة 7 جنود إسرائيليين وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.

• بعد يومين فقط من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على قرار يختصر بشكل كبير عملية الحصول على تصاريح لبناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، ويمنح الوزير في وزارة الدفاع “بتسلئيل سموتريتش” السلطة لإصدارها، وذلك في إطار تطبيق الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود والصهيونية الدينية، وكخطوة أولية للبدء في عملية ضم فعلي للضفة الغربية.

• استمرار عمليات الاحتلال واقتحاماته المتكررة للمدن والمخيمات الفلسطينية؛ في محاولة لكبح تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.

• تصاعد ال️تهديدات والمطالبات الإسرائيلية خاصة من قبل وزراء في الحكومة، بشن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية في مدينتي نابلس وجنين.

في ضوء ما سبق، فقد حملت العملية العديد من الرسائل أرادت المقاومة الفلسطينية توصيلها والتأكيد عليها، يمكن قراءتها على النحو الآتي:

1. رسالة تأكيد على أن المقاومة في الضفة الغربية لا زالت مستمرة وتمتلك الكثير من الخيارات والأدوات التي يمكن من خلالها إيلام الاحتلال، بشكل يَظهر معه فشل إجراءات الاحتلال وعملياته المتكررة في المدن والمخيمات الفلسطينية في إيقاف جذوة المقاومة الآخذة في التصاعد.

2. رسالة تأكيد على مبدأ وحدة الساحات في الضفة الغربية، فالكل الفلسطيني متوحد في الرد على جرائم الاحتلال، حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية أن العملية تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال، والتي كان آخرها أول أمس الإثنين في جنين.

3. رسالة تحدي لحكومة نتنياهو وجيش الاحتلال، في ظل التهديدات المتواصلة بشن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، عنوانها أن المقاومة الفلسطينية في كامل جهوزيتها للرد على جرائم الاحتلال، وأن تهديداته لن ترهب الفلسطينيين أو تردعهم عن الاستمرار في مقاومتهم.

4. رسالة للاحتلال ومستوطنيه عنوانها لا أمن ولا أمان لكم في الضفة الغربية، وذلك في ردٍّ عمليّ على قرار الحكومة الإسرائيلية تسريع عملية الحصول على تصاريح البناء في مستوطنات الضفة الغربية، وإعلان الحكومة المصادقة على خطط بناء لحوالي 4500 وحدة استيطانية في الضفة.

 

شكلت العملية تطوراً نوعياً في أداء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ودخولها في مرحلة جديدة بدأت فيها عمليات المقاومة تأخذ طابعاً تنظيمياً، الأمر الذي يظهر حجم الفشل الأمني والاستخباري الذي منيت به أجهزة الاحتلال الأمنية، في ظل تشكّل خلايا مقاومة مدربة، تمتلك أدوات متعددة، نجحت في تنفيذ عمليات فدائية نوعية وتحقيق عدد من القتلى والجرحى، الأمر الذي يفرض تحدياً أمنياً كبيراً للاحتلال وأجهزته الأمنية.

من جهة أخرى، فقد أظهرت العملية حالةً كبيرةً من الإرباك داخل دولة الاحتلال، أظهرتها تصريحات عدد من قادة الاحتلال المطالبين بضرورة تنفيذ عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية، في مقابل تعالي عدد من الأصوات التي تشكك في جدوى مثل تلك العملية التي قد تكلف الجيش خسائر كبيرة مادياً وبشرياً (ما حدث في جنين أول أمس مثال حي على ذلك)، ناهيك عن ردود الفعل الدولية في ظل المجازر التي من المتوقع ارتكابها بحق الفلسطينيين جراء هكذا عملية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى