تحليلات

جولة التصعيد عقب اغتيال الأسير خضر عدنان.. أهداف ورسائل

خاص– اتجاهات

 

شنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عصر أمس الثلاثاء، سلسلة عمليات قصف صاروخية استهدفت مدينة سديروت، ومستوطنات أخرى في غلاف غزة، وذلك رداً على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان في أسره.

في المقابل، ورداً على قصف المقاومة، شنت طائرات حربية إسرائيلية، الليلة الماضية وفجر اليوم، سلسلة هجمات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما استمرت ردود المقاومة، حيث قال الإعلام الإسرائيلي، إن 104 صواريخ أطلقت من قطاع غزة حتى صباح اليوم الأربعاء.

 

يتضح من طبيعة كثافة عمليات القصف الإسرائيلية، وكثافة القصف الصاروخي من طرف المقاومة الفلسطينية، أن كلاً من المقاومة والاحتلال قد رفعا وتيرة الاستهدافات، فالمقاومة الفلسطينية أطلقت أكثر من 100 صاروخ تركزت أغلبها في مستوطنات غلاف غزة، أما الاحتلال فقد استهدف لأول مرة منذ سنوات مواقع قريبة من المناطق السكانية داخل غزة، بهدف نشر الذعر ورفع تكلفة أي عمل للمقاومة الفلسطينية.

إن الوتيرة المرتفعة للاستهدافات من قبل المقاومة الفلسطينية والاحتلال بشكل متبادل، تعكس رغبة كل طرف في تحقيق أهداف محددة من هذه الجولة، وفيما يأتي التفصيل:

1- هدف المقاومة الفلسطينية: توظيف ضعف الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة، وضعف الاحتلال هذا نابع من عدة أسباب، وهي:

  • الأزمة السياسية داخل “إسرائيل”.
  • انشغال “إسرائيل” بالملف النووي الإيراني.
  • وجود رغبة أمريكية بالتهدئة في المنطقة.

 كل هذه الظروف حفزت المقاومة الفلسطينية على الدخول في جولة ثبّتت فيها المعادلات القائمة، مثل: معادلة وحدة الساحات، حيث كان الرد من قطاع غزة على استشهاد خضر عدنان.

2- هدف الاحتلال: العمل على منع المقاومة الفلسطينية من استغلال حالات الضعف الإسرائيلية وتثبيت معادلاتها، ومحاولة ترميم قدرة الردع الإسرائيلي.

 

وفي خضم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه من هذه الجولة، أوصلت المقاومة الفلسطينية والاحتلال رسائل واضحة، أهمها:

1. رسائل المقاومة الفلسطينية:

  • إسناد الأسرى وقضيتهم باعتبارها قضية وطنية.
  • التأكيد على حضور غزة ومقاومتها بشكل قوي في معادلة وحدة الساحات.
  • التأكيد على وحدة المقاومة الفلسطينية في قرار مشترك لمواجهة الاحتلال ضمن “الغرفة المشتركة”.

2. رسائل الاحتلال:

  • أن الاحتلال وقراراته الأمنية لا تتأثر بأزمته الداخلية، وأنه قادر على الضرب في أي وقت وفي أي مكان وبأي ثمن.
  • أراد الاحتلال من تكثيف غاراته، إرسال رسالة للمواطنين الفلسطينيين والحاضنة الشعبية للمقاومة، يذكرهم فيها بالصور المرعبة التي انتشرت خلال الحروب السابقة على القطاع.
  • أراد الاحتلال كذلك إرسال رسالة إلى جمهور المستوطنين، أن قدرة دولتهم على الردع ما زالت كما هي وتستطيع توفير الأمن لهم.

 

في المجمل، وعلى الرغم من توسيع الجيش الإسرائيلي غاراته الليلة الماضية على قطاع غزة، وتصعيد المقاومة الفلسطينية في ردودها، إلا أن الحالة الميدانية توصف بأنها أكثر انضباطاً، وأن الأوضاع عادت إلى الهدوء ولم تنزلق إلى مواجهة شاملة، بالرغم من حالة التحشيد الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى