تحليلات

الخيارات الفلسطينية في التعامل مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية

خاص– اتجاهات

 

استمراراً في سلسلة التحليلات التي يقدمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث حول مسيرة الأعلام الإسرائيلية، نقدِّم في هذه الورقة قراءة تحليلية حول الخيارات الفلسطينية في التعامل مع مسيرة الأعلام، وأدوات التأثير المتاحة، والتي نجملها على النحو الآتي:

1- تمرير مسيرة الأعلام دون أي رد فعل، وتسويق رسائلَ تفيد بأن المسيرة جزءٌ من صراع طويل مع الاحتلال، وأن تمريرها لا يغير هوية القدس الإسلامية والعربية، ويحقن الدم الفلسطيني النازف في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا الخيار مستبعد؛ لأنه لا يعبّر عن حال النضال الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال.

2- التأثير على مسيرة الأعلام، وهذا الخيار يمكن تطبيقه من خلال مجموعة أدوات، وهي مرتبة حسب مستوى التأثير من الأضعف إلى الأقوى على النحو الآتي:

  • العمل السياسي والدبلوماسي، وتوصيل الرسائل من قبل السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، على حدٍ سواء، إلى الوسطاء والمؤثرين الفاعلين إقليمياً ودولياً (مصر، الأردن، قطر، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي)؛ بما يضمن تحذير الاحتلال من التوسّع في استفزاز مشاعر الفلسطينيين من خلال المسيرة، وخطورة هذا الأمر على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس وعلى الواقع الأمني.
  • تفعيل العمل الجماهيري في القدس والداخل المحتل، الذي من الممكن أن يكون بأكثر من وتيرة، فمن الممكن أن يكون الفعل الجماهيري مرتفع الوتيرة مثل الالتحام مع المستوطنين المشاركين في مسيرة الأعلام، أو بدرجة أقل مثل الاكتفاء بالرباط في المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة لمنع اقتحاماتٍ متوقعةٍ للمسجد أو الأحياء العربية، أو منخفض الوتيرة مثل الإضراب أو الاحتشاد الجماهيري دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهاتٍ مع شرطة الاحتلال أو المستوطنين.
  • عمل أمني (وليس عسكري) استباقي، يؤثر على المسيرة بحرف مسارها أو تقليص وقتها أو تقليل أعداد المشاركين فيها، مثل قيام المقاومة عبر فرق “هاكرز” باختراق منظومة صفارات الإنذار وتفعيلها مع بداية المسيرة أو خلالها، وهو ما يؤدي إلى انفضاض المستوطنين المشاركين وعدم اكتمال المسيرة، أو إطلاق المقاومة – من ساحة ما – طائرةً مسيّرةً لا تخترق الحدود كثيراً لكنها تحمل تأثيراً على خطط المسيرة لدى المستوى الأمني الإسرائيلي؛ بما يدفعه إلى الحد من زخم المسيرة ومستوى المشاركة فيها.

3- تعطيل مسيرة الأعلام، من خلال التدخل العسكري المباشر بتوجيه ضربة صاروخية من قطاع غزة أو أي ساحة أخرى، واستهداف موقع المسيرة أو محيطه بما يشتت جمع المستوطنين كما حدث في عام 2021، لكن هذا الخيار يحمل في طياته عدة تداعيات، أهمها تجدد التصعيد بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أو اتساعه لمواجهة واسعة، في ظل تعقيدات الواقع الحالي، غير أن هذا الخيار يبقى مرهوناً بمدى تطور الأحداث في القدس المحتلة.

 

في المجمل، يمكن القول إن الخيار الثاني (التأثير على مسيرة الأعلام) هو الخيار الأفضل، وما يزيد من قوته، هو المزاوجة ما بين الأدوات (الدبلوماسية، الجماهيرية، الأمنية) مع رفع وتيرة التهديدات والمهددات الأمنية (رفع درجة الاستنفار العسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية) بما يتناسب مع تطور الأحداث في القدس المحتلة (اقتحام المسجد الأقصى، وقوع مواجهات وارتقاء شهداء.. إلخ).

 

للاطلاع على التحليل بصيغة PDF اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى