تحليلات

رسائل المؤتمر الصحفي لقادة الاحتلال

خاص– اتجاهات

 

في أعقاب اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاشتراك مع وزير الدفاع “يوآف غالانت” ورئيس هيئة الأركان “هرتسي هاليفي” ورئيس جهاز الشاباك “رونين بار”، مؤتمراً صحافياً علقوا فيه على عملية الاغتيال التي طالت ثلاثة من القيادات العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي.

 

حمل المؤتمر الصحفي لقادة الاحتلال جملة من الرسائل، يمكن قراءتها على النحو الآتي:

1- رسالة داخلية تستهدف الجمهور الإسرائيلي، عنوانها طمأنة الجبهة الداخلية وإظهار قدرة الحكومة بالاشتراك مع المنظومتين الأمنية والعسكرية على استعادة قدرة الردع وتوفير الأمن للجبهة الداخلية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سعى قادة الاحتلال لتسويق عملية الاغتيال كإنجاز أمني وعسكري وسياسي، نجحت الحكومة الإسرائيلية بقيادة “نتنياهو” و”غالانت” في تحقيقه، في محاولة من نتنياهو ترميم شعبية قوى اليمين التي تراجعت حسب ما أظهرته استطلاعات الرأي الأخيرة.

2- رسالة تهديد لقوى المقاومة في مختلف الساحات، من خلال إظهار الجهوزية العالية للرد على أي ردود فعل على عملية الاغتيال؛ في محاولة لكبح جماح المقاومة ومنعها من الرد، أو على الأقل التأثير في شكل وحجم الرد، بحيث لا يؤدي إلى مواجهة شاملة.

3- سعى رئيس جهاز الشباك “رونين بار” لإظهار قدرات جهازه وجهوده الكبيرة وما يقدمه من معلومات ثمينة تساهم في إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتوفير الأمن لمواطني دولة الاحتلال، حيث كشف أن جهازه تمكن من إحباط خلية فلسطينية في جنين كانت تخطط لإنتاج الصواريخ، الأمر الذي كان سيشكل تهديداً كبيراً لقلب دولة الاحتلال، وكذلك كشف عن إحباط خلية أخرى في رام الله كانت تسعى لاستخدام طائرات مسيرة مدنية لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

 

بالمجمل، فقد أظهرت تصريحات قادة الاحتلال خلال المؤتمر الصحفي حالةً من القلق والترقب داخل دولة الاحتلال لردود فعل المقاومة الفلسطينية على عملية الاغتيال، وتخوف إسرائيلي جراء تأخر رد المقاومة، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام أسئلة عديدة حول طبيعة وحجم ومكان وتوقيت رد المقاومة، وهو ما اعتبره عدد من المراقبين بأنه شكل نجاح لمنظومة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي نجحت في قطع الطريق أمام الاحتلال من تحقيق أهدافه في التأثير في وحدة المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى