تحليلات

رسائل المقاومة من وراء قصف مدينة القدس

خاص– اتجاهات

 

أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة قصفها مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية ظهر اليوم الجمعة، وذلك في إطار معركة ثأر الأحرار التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

 

جاءت عملية قصف مدينة القدس المحتلة في ضوء عدد من السياقات، نجملها في الآتي:

  1. تهديدات المقاومة الفلسطينية بتوسيع دائرة إطلاق الصواريخ، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة.
  2. تصاعد الحديث عن قرب التوصل لاتفاق تهدئة بين المقاومة في قطاع غزة وبين الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصر.
  3. قبل أقل من أسبوع على انطلاق مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، المقرر إجراؤها يوم الخميس القادم في 18 مايو/ آيار الجاري.

 

في ضوء هذه السياقات جاءت عملية قصف المقاومة الفلسطينية لمدينة القدس المحتلة؛ لتحمل في طياتها عدة رسائل، يمكن قراءتها على النحو الآتي:

  1. رسالة دعم للمفاوض الفلسطيني في القاهرة الذي يبحث سبل تحقيق التهدئة مع الاحتلال، للتأكيد على شروط المقاومة وعدم التنازل عنها.
  2. رسالة للاحتلال، عنوانها فشل سياسة الردع، وأن المقاومة في قطاع غزة لا زالت تمتلك زمام المبادرة وقادرة على تحقيق المفاجآت، وذلك على الرغم من الضربات التي تعرضت لها من اغتيال قادتها.
  3. رسالة لحكومة نتنياهو وقادة ائتلافه المتطرف، بأن المقاومة الفلسطينية لن تسمح بتمرير مسيرة الأعلام في القدس المحتلة كما يأمل قادة الاحتلال، فجاءت عملية إطلاق الصواريخ على مدينة القدس المحتلة بمثابة جرس إنذار لما سيكون عليه الوضع في 18 مايو/ آيار الجاري، في حال إصرار الاحتلال ومستوطنيه على تمرير مسيرة الأعلام من الحي الإسلامي في القدس.
  4. رسالة تحفيز لأهل الضفة الغربية والقدس المحتلة للدخول على خط المواجهة، في دعم وإسناد المقاومة في غزة؛ لتحقيق عملي لمبدأ وحدة الساحات.

 

بالمجمل، يُحسب للمقاومة الفلسطينية وغرفة عملياتها المشتركة، نجاحها في إدارة المعركة مع الاحتلال، واستخدام استراتيجية النفس الطويل، التي أثبتت نجاعتها سواءً في بداية المعركة، من خلال التريّث وعدم استعجال الرد ما جعل دولة الاحتلال في حالة من الإرباك والتوتر، أو من خلال تكتيكات المقاومة في التدرّج في عمليات القصف للمدن والمستوطنات الإسرائيلية، حيث وصل مدى صواريخها لأكثر من 80 كم في محيط مدينة القدس المحتلة، وتهديدها بتوسيع دائرة الاستهداف مع أخذها بعين الاعتبار إمكانية أن تطول المعركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى