تحليلات

لماذا تفشل مفاوضات التهدئة بين المقاومة والاحتلال؟!

خاص– اتجاهات

 

في اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ذهب عدد من المحللين ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية إلى القول بأن اتفاقاً وشيكاً سيتم التوقيع عليه بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، يقضي بإنهاء الأعمال العسكرية في قطاع غزة و”إسرائيل”.

لكن، وما إن حلّ موعد تنفيذ الاتفاق عند منتصف الليلة الماضية، إلا وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية فشل المفاوضات، واستأنف جيش الاحتلال توجيه ضرباتٍ لبيوت ومواقع تابعة للمقاومة.

سبق هذا الإعلان، محاولات للتهدئة تدخلت فيها مصر وقطر والأمم المتحدة، ناهيك عن الإدارة الأمريكية التي تتدخل بشكل منحاز لدولة الاحتلال، لكن أياً من هذه المحاولات لم تنجح في إحلال الهدوء، فلماذا لم تنجح؟

 

هناك مجموعة من الأسباب تقف وراء فشل مفاوضات التهدئة:

  1. تمسك المقاومة الفلسطينية بشروطها في وقف سياسة الاغتيالات وإعادة جثمان الشهيد خضر عدنان.
  2. تمسك “إسرائيل” بمبدأ “هدوء مقابل هدوء” أي أنه لا يريد تقديم التزامات أو تعهدات.
  3. رغبة الاحتلال في تحقيق أكبر قدر من الخسائر على مستوى قيادة المقاومة، دفعه لإفشال جهود التهدئة أكثر من مرة، في محاولة من نتنياهو لتخفيف الضغط عليه على المستوى الداخلي في “إسرائيل” بما يبرزه كبطل حقق مصلحة دولته.
  4. يريد الاحتلال من إفشاله لمفاوضات التهدئة تحقيق ضغط على السكان في قطاع غزة، من خلال إطالة أمد المواجهة واستمرار تعطيل الحياة المدنية والخدمات وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والوقود، ما يؤثر سلباً على الحاضنة الشعبية للمقاومة.
  5. ربما يمكن القول أن ارتباط المقاومة بوحدة الساحات، سمح لها بإجراء مشاورات مع عدد من الأطراف، وهذه الأطراف تقدم المعلومات لفصائل المقاومة في غزة حول نية الاحتلال وما لديه من استعدادات، حتى لا يكون اتفاق التهدئة ضعيفاً.

 

في المجمل، يمكن القول أن جلوس الأطراف على طاولة المفاوضات يعني أن هناك رغبة لتحقيق التهدئة، وأن الاتفاق ربما يكون قريباً، لأن دولة الاحتلال لا تستطيع البقاء بهذا الاستنفار أكثر من هذا الوقت الذي أمضاه الإسرائيليون في الملاجئ وفي حالة الترقب، وكذلك المقاومة لا تستطيع هي الأخرى إبقاء المواطنين في حالة التوتر هذه، في ظل نقص المستلزمات الحياتية في قطاع غزة جراء الحصار والإغلاق.

الساعات القادمة ستكون حاسمة باتجاه نهاية هذه الجولة من التصعيد، ما لم ندخل في متغيرات مفاجئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى